Beirut
11°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
خاص
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
تحذيرات من سيناريو كارثي يستدعي موقفًا عربيًا موحدًا... وإلا فالخطر قادم!
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
الجمعة
21
آذار
2025
-
16:47
"ليبانون ديبايت"
انتشرت معلومات تفيد بأن مصر وافقت على إقامة مدينة لاستقبال النازحين في غزة، مما اعتُبر إشارة إلى رضوخها للمطالب الأميركية والإسرائيلية بهدف توسيع مساحة إسرائيل، قبل أن تنفي جمهورية مصر هذا الأمر رسميًا.
في هذا الإطار، أكّد المحلل السياسي الفلسطيني ورئيس مركز "جذور لحقوق الإنسان"، الدكتور فوزي السمهوري، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، أن "المخطط الأميركي - الإسرائيلي لم ينجح في اقتلاع الشعب الفلسطيني، إذ إن هذا المخطط الإجرامي ليس بجديد، ولم يقتصر على عهد الرئيس دونالد ترامب فقط، بل بدأ منذ فترة طويلة، وتحديدًا مع بدء العدوان في 7 تشرين الأول، الذي يمثل حرب إبادة وتطهير عرقي".
وأضاف: "اليوم، مع استئناف عمليات التدمير والإبادة، يواصل الاحتلال الإسرائيلي الإجرامي الدفع نحو التهجير القسري، بدءًا من شمال غزة إلى الجنوب، ثم من الوسط إلى الجنوب، في محاولة لفرض واقع جديد يخدم مصالحه. هذا المخطط يهدف إلى ممارسة ضغوط، بدعم أميركي، على القيادة المصرية والدول المجاورة لفلسطين لفتح الحدود، تنفيذًا لمخططات تتماشى مع رؤية ترامب في تصفية القضية الفلسطينية".
وتابع: "يُعقد اليوم اجتماع ثلاثي بين الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر، ومن الواضح أنه لن يكون معنيًا بإعادة الإعمار أو انسحاب الاحتلال من غزة، بل يسعى إلى ترسيخ هذا العدوان. ولو كان هناك نية حقيقية لدى إسرائيل أو الولايات المتحدة لإنهاء العدوان، لكانت الضغوط موجهة نحو انسحاب الاحتلال الكامل من القطاع، بدلًا من التصريحات الداعمة للحرب من قبل ترامب وإدارته، وكذلك تصريحات قادة الكيان الإسرائيلي التي تعلن بوضوح نيتهم تصعيد العدوان ليشمل الضفة الغربية أيضًا".
وبالتالي، فإن المخطط الإسرائيلي، المدعوم أميركيًا، يسعى إلى اقتلاع الشعب الفلسطيني من غزة والضفة الغربية، مما يستدعي موقفًا عربيًا موحدًا لا يقتصر على البيانات والشجب، بل يتطلب إجراءات حازمة تشمل فرض عقوبات سياسية واقتصادية، وقطع جميع أشكال العلاقات مع هذا الكيان الإجرامي، إضافة إلى سحب السفراء من الولايات المتحدة، وتقليص التعاملات الاقتصادية التي تعزز الاقتصاد الأميركي.
وقال: "إن اتخاذ هذه الخطوات هو السبيل لإجبار الولايات المتحدة وإسرائيل على مراجعة مواقفهما، دون المساس بجوهر القضية الفلسطينية".
واستكمل: "عندما نتحدث اليوم عن ضرورة دعم الأشقاء في الدول العربية لصمود الشعب الفلسطيني، لا يجوز أن يُفرض حصار شامل على الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث نجد أن جميع المعابر مغلقة، مما يفاقم الأزمة الإنسانية"، معتبرًا أنه "لا بد من مطالبة القيادة المصرية برفع هذا الحصار، والسماح بإدخال المساعدات الأساسية من غذاء ودواء، خاصة في ظل الحشود الضخمة التي تطالب بذلك".
وشدّد على أن "هذه نقطة في غاية الأهمية، فلماذا نعتمد على الإمدادات الأميركية أو الإسرائيلية بينما يجب أن نركز على مصالحنا كدول عربية؟ هذه المرحلة هي الأنسب لاتخاذ موقف عربي موحد في مواجهة المخطط الأميركي - الإسرائيلي، وإلا فإن الاستفراد بكل دولة عربية سيكون حتميًا، في إطار السعي الأميركي - الإسرائيلي للهيمنة على المنطقة".
ولفت إلى أن "المخطط الأميركي، المنفَّذ عبر إسرائيل، يأتي في سياق إعادة تشكيل النظام العالمي الجديد متعدد الأقطاب. وقد رأينا في القمة العربية الأخيرة صدور بيانات وقرارات إيجابية، لكنها لم تلقَ أي رد فعل جاد من إسرائيل أو الولايات المتحدة، نظرًا لعدم احتوائها على إجراءات عملية مثل فرض عقوبات على إسرائيل أو قطع العلاقات السياسية والدبلوماسية مع واشنطن".
وقال: "آن الأوان للدول العربية لاتخاذ موقف حاسم، لأن هذا المخطط لا يقتصر على فلسطين وحدها، بل ستكون تداعياته كارثية على الأمن القومي المصري، الأردني، السوري، واللبناني. وإذا نجح المشروع الإسرائيلي في تهجير الفلسطينيين، فلن يكون الضرر مقتصرًا على الأردن ومصر، بل سيمتد ليشكل تهديدًا مباشرًا للأمن والاستقرار في المنطقة بأكملها".
ورأى أن "تهجير الفلسطينيين يعني منح إسرائيل مزيدًا من القوة والتوسع الاستعماري، مما سيؤثر على سيادة معظم الدول العربية، إن لم يكن جميعها. لذلك، يجب التأكيد على أن التصدي للمؤامرة ضد فلسطين هو خط الدفاع الأول عن الأمن القومي للدول العربية المحيطة بها، بل والأمن القومي العربي ككل. ومن يعتقد أن نجاح إسرائيل في التهجير القسري، بدعم سياسي واقتصادي وعسكري مطلق من الولايات المتحدة وحلفائها، سيؤدي إلى الاستقرار، فهو مخطئ، بل على العكس، ستزداد النزاعات والصراعات في المنطقة".
واستكمل: "الشعب الفلسطيني، كما هو حال جميع الشعوب العربية، لن يقبل بالظلم أو التهجير القسري، ولن يستسلم للمؤامرات. إن استقرار الأمن القومي العربي يبدأ بإجهاض المخطط الإسرائيلي ووقف التوسع الذي تحدث عنه نتنياهو علنًا. فقد أعلن مرارًا، خلال الثمانية عشر شهرًا الماضية، عن نيته تغيير معالم الشرق الأوسط، مؤكدًا في آخر تصريحاته عزمه على إعادة رسم خارطة المنطقة وفقًا لمصالح إسرائيل".
وأضاف: "عندما نتحدث عن إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط وفق المخطط الإسرائيلي - الأميركي، فإن ذلك يعني تقسيم الدول العربية إلى كيانات أصغر، مما يهدد وحدة واستقرار المنطقة. هذا المخطط الخطير يستدعي التصدي له بقناعة تامة بأن أي دولة عربية لن تستطيع مواجهة هذا المخطط بمفردها، إذ إن الاستفراد بكل دولة على حدة هو نقطة الضعف التي يستغلها الأعداء. لذلك، يجب علينا استثمار مصادر قوتنا، سواء الجغرافية، حيث تتمتع الدول العربية بموقع استراتيجي بالغ الأهمية، أو الاقتصادية، بما تحويه من ثروات طبيعية وتقنية، سواء النفطية أو غير النفطية".
وتابع: "من خلال ذلك، يمكننا فرض أنفسنا كقوة مستقلة على الساحة العالمية، ليس فقط لحماية أمتنا واستقرارنا العربي، بل أيضًا لنصبح فاعلين حقيقيين في النظام الدولي، وهذا الحد الأدنى مما يجب تحقيقه. قد يرى البعض أن هذا الطرح مجرد حلم، لكنه يجب أن يتحول إلى حقيقة. لا بد من وجود حراك سياسي وشعبي تقوده الأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني، بهدف الضغط على الحكومات لعدم الخضوع لأي ابتزاز إسرائيلي أو أميركي، سواء فيما يتعلق باستمرار العدوان أو بمحاولات فرض ضغوط على الدول العربية المستهدفة لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين".
وختم السمهوري بالقول: "يجب دعم فلسطين ومساندة الدول العربية المعنية، وخاصة مصر والأردن ولبنان، لأنها المستهدفة بعملية توطين اللاجئين الفلسطينيين قسرًا. لكن الشعب الفلسطيني، رغم صموده الأسطوري، يواجه حصارًا خانقًا يمنع عنه الغذاء والدواء والمياه والكهرباء، فضلًا عن تدمير المنازل والبنية التحتية، مما يهدد قدرته على البقاء. من هنا، علينا التفكير بجدية في كيفية كسر الحصار الإسرائيلي وتأمين الشعب الفلسطيني بكل مقومات الحياة، لأن ذلك سيكون الأساس لإفشال هذا المخطط الإسرائيلي الذي يهدف إلى تفريغ الأرض الفلسطينية من سكانها".
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا