أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن تأييده القوي للخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير سكانه، والتي اقترحتها مصر واعتمدتها القمة العربية الطارئة في القاهرة.

وفي تصريح عقب مشاركته في القمة، قال غوتيريش: "أرحب وأؤيد بشدة مبادرة الجامعة العربية لتعبئة الدعم لإعادة إعمار غزة، والتي تم التعبير عنها بوضوح في هذه القمة.. إن الأمم المتحدة مستعدة للتعاون التام في هذا المسعى".

وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على ضرورة منع استئناف القتال في قطاع غزة بكل السبل، مؤكدًا أن "لا مستقبل لغزة إلا كجزء من الدولة الفلسطينية".

وأضاف أن التعافي من آثار الحرب في القطاع غير ممكن دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي واحترام القوانين الدولية، مشيرًا إلى أهمية وجود إطار سياسي واضح يؤسس لتعافي غزة وإعادة إعمارها واستقرارها، وفقًا لمبادئ القانون الدولي.

وأكد غوتيريش أن "أسس التعافي في غزة لا تقتصر على الإسمنت بل على الكرامة والاستقرار ورفض التهجير القسري".

كما دعا إلى خفض فوري للتصعيد، مشددًا على أن إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة هو "حق إنساني غير قابل للتفاوض، وعلى الجميع العمل لتحقيقه".

ورأى أن القمة العربية الطارئة تشكل دلالة مهمة على تحمّل المجتمع الدولي مسؤولية جماعية لدعم الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب وتخفيف المعاناة الإنسانية وضمان السلام الدائم.

وكان القادة العرب قد اعتمدوا خطة مصرية لإعادة إعمار غزة، خلال القمة التي انعقدت أمس الثلاثاء، وتُقدّر كلفتها بـ53 مليار دولار، وتؤكد على تجنب تهجير الفلسطينيين من القطاع، في تناقض واضح مع رؤية الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول تحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".

وأعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن المقترح، الذي لاقى ترحيبًا من حركة "حماس" ورفضًا من الولايات المتحدة وإسرائيل، قد تم تبنيه رسميًا في ختام القمة التي استضافتها القاهرة.

وفي كلمته خلال القمة، قال السيسي: "أنا متأكد من أن ترامب سيكون قادرًا على تحقيق السلام في الصراع الذي دمر قطاع غزة".

لكن الخطة لم تتطرق إلى الأسئلة الرئيسية حول مستقبل غزة، مثل دور "حماس" والجهات التي ستوفر المليارات المطلوبة لإعادة الإعمار، وفق ما أفادت تقارير إعلامية.

وأكد السيسي أن خطة بلاده تضمن بقاء الفلسطينيين في أراضيهم التي دمرتها الحرب، موضحًا أن "تكنوقراطيين فلسطينيين مستقلين غير تابعين لحماس سيديرون القطاع بعد انتهاء الحرب".

وأشار إلى أن لجنة فلسطينية خاصة ستتولى الإشراف على المساعدات الإنسانية وإدارة شؤون غزة لفترة انتقالية، تمهيدًا لعودة السلطة الفلسطينية".

وفي بيان لها، رحبت حركة "حماس" بالخطة وبقرار تشكيل اللجنة الفلسطينية.