"ليبانون ديبايت"

وكأن مَن كان في قاعة المحكمة العسكرية يحضر فيلماً هوليودياً ، أبطاله عسكريون من رتباء مخفر غبالة التابع لقوى الامن الداخلي، عندما كان أحدهم الرقيب ج.ك.يروي كيف كان يقوم بإخراج سجينين سوريين خطيرين ليلا من النظارة لسرقة وسلب سيارات والعودة اليها فجراً مستخدمَين سيارته الخاصة، قبل ان يعمدا في المرة الثالثة الى إنزاله من السيارة تحت تهديد السلاح ورميه على جانب الطريق ليفرّا، ويتبين لاحقا ان احدهما السوري فراس ميمو شارك في عملية قتل مسؤول القوات اللبنانية في منطقة جبيل باسكال سليمان في نيسان العام الماضي، بعد حادثة فراره من النظارة ومواطنه باسل علوش، قبل شهرين من الجريمة.

تسعة متهمين، خمسة منهم من رُتَباء المخفر، والآخرون سجناء سابقون فيه "كانوا يعلمون" ب"الضهْرات" الثلاثة لل"كزدرة" بسيارة الرقيب التي كان يقودها السوري باسل علوش وبرفقتهما السوري فراس ميمو والتي حصلت بين 11 شباط من العام الماضي و23 منه ، بعدما أخذ الرقيب "الضوء الاخضر" من المعاون ج.ب. ل. الذي اخذ منه التعليمات كون السوريَّين من"الجماعة محمييّن".

في تلك "الضهرات" كان السوريان والرقيب يحتسون الخمر ويدخنون النرجيلة خلال "زيارات" قاموا بها بدءاً من الساعة 11 ليلا ولا يعودون قبل الساعة الرابعة فجرا، حيث كان باسل يقصد زملاء له سابقون في نظارة المخفر ويطلب منهم تزويده بمسدس حربي، وهم توجهوا في احدى المرات الى محلة صبرا حيث كان باسل يريد رؤية زوجته التي وضعت مولدا حديثا، وقصد باسل في مرة ثانية بؤرة يعمل فيها "سجين سابق" في المخفر وطلب منه عدّة سرقة. اما في المرة الثانية فكانت"الزيارة لسجين سابق" ايضا في محل عمله في الجميزة واستحصل منه على مسدس ، وكانت تلك المرة الاخيرة حيث فر السوريان بسيارة الرقيب بعد رميه منها، سبقها محاولة السوريين سرقة سيارة في الصفرا لكنهما لم يتمكنا من ذلك.

كل ذلك كان مقابل "كباية نسكافيه" او" كأسا من الكحول"، بحسب زعم الرقيب الذي نفى تقاضيه مبالغ مالية بمثابة رشوة من السوريين ، تضاربت الاقوال حول قيمتها بين 10 و20 الف دولار، لينكر الرقيب ايضا ان يكون ميمو وعلوش قاما بعمليات سرقة خلال تلك "الضهرات"، متهما "المعلومات" بتلفيق هذا الامر، كما نفى علمه المسبق بإستحصال باسل على مسدسات من اشخاص كانوا نزلاء سابقين في نظارة المخفر.

وامام المحكمة العسكرية ، تناقضت الافادات مع افادة الرقيب وزملائه الذين تحدثوا عن تهديدات تعرضوا لها من السوريين في النظارة في حال افتضاح الامر، كما نفى "النزلاء السابقون" ان يكونوا على علم مسبق بما كان السوريان يقومان به من سرقة سيارات خلال إخراجهما ليلا من النظارة.

وقرر رئيس المحكمة العميد وسيم فياض رفع الجلسة الى آذار المقبل للمرافعة والحكم.