عبّر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأحد، عن استعداده للتنحي عن منصبه إذا كان ذلك يعني تحقيق السلام في أوكرانيا.

وأضاف، وهو يمزح، أنه قد يرحل عن منصبه إذا كان انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) جزءًا من الحل.

وأكد زيلينسكي أنه يود أن يكون الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، شريكًا حقيقيًا لأوكرانيا، أكثر من مجرد وسيط بين كييف وموسكو، وقال: "أريد حقًا أن تكون أكثر من مجرد وساطة، هذا ليس كافيًا".

وفيما يتعلق بالوجود العسكري الأميركي في أوكرانيا، أشار زيلينسكي إلى أن نشر القوات الأميركية في أوكرانيا قد يكون منطقيًا إذا اعتُبر اتفاق المعادن بين البلدين جزءًا من ضمانات الأمن، وأكد أن مساعدات عسكرية أميركية بنحو 15 مليار دولار تعهدت بها واشنطن سابقًا لم تُسلم بعد.

كما أشار إلى أن اتفاق المعادن مع واشنطن يتوقف على ضمانات أمنية موثوقة، مُؤكدًا أنه من دون هذه الضمانات الأمنية من الولايات المتحدة، لن توافق كييف على الاتفاق. لكنه ألمح إلى وجود تقدم في المفاوضات بشأن هذا الاتفاق، وطالب بتفهم ترامب لاحتياجات أوكرانيا الأمنية، مشددًا: "أعرف كيفية عقد صفقات مع الأشخاص الجادين".

وفي سياق آخر، أكد زيلينسكي أنه من الضروري عقد لقاء مع نظيره الأميركي، دونالد ترامب، لمناقشة اتفاق يمكن أن يسمح لواشنطن بالوصول إلى الموارد الطبيعية الأوكرانية.

وأوضح أن هذا اللقاء يجب أن يُعقد قبل أي قمة بين ترامب والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وقال في مؤتمر صحافي في كييف: "لتوصل إلى اتفاق بشأن المخاوف الأمنية الأوكرانية، سيتعين علينا عقد اجتماع ومناقشة المسألة. أعتقد أن على هذا الاجتماع أن يكون منصفًا، ما يعني أنه يجب عقده قبل اجتماع ترامب مع بوتين".

تأتي هذه التصريحات في وقت كان ترامب ووزير دفاعه، بيت هيغسيث، قد ألمحا إلى ملامح خطة سلام بين روسيا وأوكرانيا تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ شباط 2022.

وانتقد ترامب المبالغ الطائلة التي دفعتها بلاده لدعم كييف، وأشار إلى أن انضمام أوكرانيا إلى الناتو بات مستبعدًا، وهو المطلب الذي تمسكت به موسكو كشرط لتسوية الصراع، كما اعتبر أن عودة أوكرانيا إلى حدود ما قبل 2014 أصبح بعيدًا وغير واقعي، في إشارة إلى إمكانية تخليها عن شبه جزيرة القرم التي سيطرت عليها روسيا في 2014، وربما أيضًا عن بعض المناطق في الشرق الأوكراني.

وقد أثارت هذه التصريحات بوادر خطة ترامب قلقًا في أوروبا، حيث اعتبر العديد من الدول في الاتحاد الأوروبي أنه لا ينبغي تقديم أي تنازلات إلى موسكو قبل بدء المفاوضات.