قال مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى أوكرانيا وروسيا، اليوم الجمعة، إنه أجرى، الخميس، محادثات "إيجابية" مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، واصفًا إياه بـ"القائد الشجاع"، في وقت تشهد فيه العلاقات بين واشنطن وكييف توترات كبيرة.

وكتب كيث كيلوغ، الذي يزور كييف حاليًا، على منصة "إكس" أنه أجرى "مناقشات واسعة النطاق وإيجابية مع زيلينسكي، القائد الشجاع والمحاصر لبلده في حرب"، في تصريح يتباين بشكل واضح عن الانتقادات الحادة التي وجهها ترامب مؤخرًا إلى الرئيس الأوكراني.

تصريح كيث كيلوغ يأتي في وقت حساس، بعد أن تبادل الرئيسان الأميركي والأوكراني الإهانات بينهما. فقد وصف ترامب الرئيس الأوكراني بأنه "ديكتاتور"، بينما اتهمه زيلينسكي بأنه يعيش في "فقاعة من المعلومات المضللة"، وأنه يستقي أفكاره من موسكو. هذه التصريحات تعكس تصعيدًا ملحوظًا في العلاقات بين الزعيمين.

الانتقادات بين ترامب وزيلينسكي تصاعدت بعد المحادثات الروسية الأميركية التي جرت في السعودية الثلاثاء، وهي الأولى على مستوى وزراء الخارجية منذ ثلاث سنوات. وتُظهر هذه اللقاءات أن التوتر بين البلدين بدأ يتسارع مع قلة توافق في الرؤى حول الحرب في أوكرانيا وطريقة التعامل مع روسيا.

من جانب آخر، قال مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز، الخميس، إن ترامب يشعر بإحباط كبير من عدم استجابة زيلينسكي لفرصة التفاوض لإنهاء الحرب. وأضاف والتز أن بعض التصريحات الصادرة من كييف تُعد "إهانة غير مقبولة" للرئيس الأميركي دونالد ترامب، مشيرًا إلى أن هذا التصعيد يعكس الفجوة الكبيرة في المواقف بين الولايات المتحدة وأوكرانيا.

الرئيس ترامب، الذي تولى منصبه قبل شهر فقط، يُظهر رغبة ملحة في التوصل إلى اتفاق سريع لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وكان قد أثار قلق حلفاء واشنطن الأوروبيين بإبعاده أوكرانيا عن المحادثات الأولية مع روسيا. وفي بداية شهر شباط، أعلن ترامب عن رغبته في التفاوض على اتفاق مع أوكرانيا يشمل الحصول على حق الوصول إلى 50 في المئة من معادنها الاستراتيجية مقابل المساعدات الأميركية التي تم تقديمها.

إلا أن زيلينسكي رفض هذا الطرح الأميركي، مشيرًا إلى أنه لا يتطرق إلى الضمانات الأمنية التي تسعى بلاده للحصول عليها منذ ثلاث سنوات، في ظل تهديدات الغزو الروسي المستمر. ومع ذلك، ترك الرئيس الأوكراني الباب مفتوحًا أمام "استثمارات" أميركية في هذا المجال، ما يعكس رغبة أوكرانيا في تعزيز علاقتها الاقتصادية مع واشنطن، رغم الخلافات السياسية.

وتستمر الأزمة الأوكرانية في التطور بشكل معقد، حيث تطالب روسيا كييف بالتنازل عن أربع مناطق أوكرانية ضمتها موسكو، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم، كما تطالب بأن لا تنضم أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). ولكن السلطات الأوكرانية ترفض هذه الشروط، وتطالب حلفاءها الغربيين بتقديم ضمانات أمنية قوية من أجل ردع روسيا عن أي غزو مستقبلي.

التصريحات المتصاعدة بين ترامب وزيلينسكي تأتي في وقت حساس في الصراع الأوكراني، الذي دخل عامه الرابع، حيث تلعب الولايات المتحدة دورًا محوريًا في تقديم الدعم العسكري والاقتصادي لأوكرانيا لمواجهة الغزو الروسي.