"ليبانون ديبايت"

في الذكرى العشرين لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، مشهد جديد في وسط بيروت، ومضمون جديد سيحمله خطاب الرئيس سعد الحريري، الذي وعد اللبنانيين بأنه سيتحدث اليوم وسيردّ على كل التساؤلات المتعلقة بموقفه من كل المتغيرات في لبنان والمنطقة. ويكشف النائب السابق في كتلة تيار "المستقبل" الدكتور محمد الحجار، عن "رمزية مختلفة في الذكرى العشرين لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري لسببين رئيسيين ، الأول، في ذكرى الإغتيال المؤلمة التي ستبقى محفورة في وجدان اللبنانيين ، والثانية، أنها تأتي مع تغييرات جوهرية تجري من حولنا . هي ذكرى إغتيال رئيسٍ ساهم في إنهاء الحرب الأهلية في لبنان عبر اتفاق الطائف، وأعاد إعمار البلد وبذل دمه في سبيل الوطن وتكريس الدولة العربية السيدة الحرة المستقلة ".

وفي حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت"، يرى الدكتور الحجار إن "هذه الذكرى تأتي في ظل تحولات عملاقة في لبنان والمنطقة، بعد انتخاب رئيسٍ للدولة شغر موقعه لحوالي 28 شهراً وتشكيل حكومة، وبعدما أصبح المشروع الإيراني خارج سوريا الدولة الشقيقة وهروب بشار الأسد وسقوط النظام السوري الذي هيمن على البلد لسنوات طويلة ، وكان له دور أساسي في اغتيال الرئيس الشهيد كما أعلنت منذ سنوات قليلة وزيرة الدفاع الفرنسية "، وانطلاقاً من هذه المعطيات، يؤكد الحجار أن "وجود سعد الحريري مختلف اليوم وسيكون له خطاب وكلمة وطنية منتظرة بعد أكثر من 3 سنوات على غياب أي كلمة له في هكذا مناسبة ، حين كان يكتفي بقراءة الفاتحة على ضريح والده الشهيد ".

وعن أبرز عناوين خطاب الحريري، يشير الحجار إلى أنه " بتقديري سيتناول في كلمته كل التحولات في المنطقة ونظرته إليها ومقاربته ورؤياه المستقبلية، بالتوازي مع التأكيد على دعم العهد والحكومة والإستفادة من الفرصة الإنقاذية المتاحة للبنان من الدعم العربي والدولي".

وينفي الحجار وجود أي معطيات لديه حول مدة إقامة الحريري في بيروت، موضحاً أنه "موجود معنا اليوم وخطابه سيعبّر عن توجهاته، وهو سيقرر لاحقاً البقاء أو العودة عن قراره بتعليق العمل السياسي".

وعن تنفيذ اتفاق الطائف كما وعد رئيس الحكومة نواف سلام، يؤكد الحجار أن "التشكيلة الحكومية بحد ذاتها جيدة جداً ويبقى أن تعمل كفريق عمل متجانس ونعلق آمالاً على قدرة الحكومة ورئيسها على ترجمة خطاب القسم وثوابته الوطنية المتماهية مع ما نسمعه من مواقف واضحة للرئيس نواف سلام ، خصوصاً وأن تصريحاته تؤكد على ضرورة تطبيق اتفاق الطائف وخصوصاً تنفيذ ما لم ينفذ من هذا الإتفاق ، وإطلاق عملية إصلاح شاملة في كل القطاعات هي مدخل لإعادة الإعمار وهي مواقف تحمل في طياتها مؤشرات إيجابية".

ويشدد الحجار على تحديات عدة أمام الحكومة، أبرزها "تحدي القيام بالإصلاحات المطلوبة من اللبنانيين ومن المجتمعين العربي والدولي، لأنه "من دون إصلاح لن يقدم المجتمع العربي والدولي على مساعدة لبنان لإعادة إعمار القرى التي دمرها العدو الاسرائيلي وعودة أهاليها إليها ، وهذه أولوية لدى الحكومة".

ولذلك يكشف الحجار عن أن "أي عرقلة ممكن أن يُقدم عليها أي طرف في الداخل لمنع تنفيذ هذه العناوين أو يلجأ إلى ممارسات فوضوية وتخريبية لتحقيق مصالح فئوية ستمنع استعادة ثقة اللبنانيين والعالم بلبنان، وبذلك سيكون هذا الطرف مخرّباً لمسار إخراج البلد من أزماته وعلى المسؤولين عن مثل هذه الممارسات إن حصلت ، أن يعلموا أنهم بذلك يحفرون قبر لبنان بأيديهم".

وعن دورٍ للحريري مساعد في مسيرة الإصلاح، يلفت الحجار إلى أن " الرئيس الحريري أكد في جولاته على الرؤساء على أمرين، دعم العهد ودعم الحكومة، وبالتالي هو لن يوفر أي جهد يمكن أن يساعد الحكومة في تأدية مهامها وتنفيذ برنامجها".

وعن معارضة كتل نيابية وخصوصاً سنّية للحكومة، يؤكد الحجار أن "المعارضة حق ديمقراطي وبالنسبة لنا نحن داعمون للعهد وللحكومة".