سلطت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية الضوء على محاولات حزب الله تعزيز سلطته بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، والتي تسببت في تراجع كبير لقدرته العسكرية والسياسية. وأفادت الصحيفة في تقريرها بأن الحزب يعزز قاعدته الشعبية من خلال شبكة واسعة من الرعاية الاجتماعية التي تشمل المدارس والمستشفيات والمساعدات للأسر المتضررة.

ونقلت الصحيفة عن مصادر لبنانية قولها أن حزب الله يحاول الحفاظ على ولاء أنصاره، خصوصًا في المجتمعات ذات الأغلبية الشيعية التي يعتمد عليها الحزب. وأضافت الصحيفة أن الحزب يواصل جهوده لتقديم تعويضات مالية للمواطنين المتضررين من الحرب، مشيرة إلى توزيع تعويضات تقدر قيمتها بـ400 مليون دولار على حوالي 140 ألف شخص.

وأكدت الصحيفة أن الحزب يعتمد على أموال إيرانية ويستخدم مشاريع تجارية خاصة به لتوفير الدعم المالي والإنشائي، مثل تعيين 12 مهندسًا لكل 4 أو 5 قرى في جنوب لبنان للقيام بإصلاح المنازل المتضررة. كما أشارت إلى أن حزب الله يواصل تنفيذ مشروع إعادة البناء الذي بدأ بعد حرب 2006، ولكن مع تحديات جديدة تتمثل في غياب الأمين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصر الله وتأثير الضربات الإسرائيلية.

ورغم هذه التحديات، يواصل الحزب جهوده لتوطيد سلطته من خلال شبكة رعاية اجتماعية واسعة وعمليات إصلاح، مما يعزز مكانته في لبنان.