كشف "قيصر"، منفذ أكبر عملية تسريب أدت إلى كشف الجرائم التي ارتكبها نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد بحق المعتقلين السوريين، عن هويته لأول مرة بعد سقوط النظام.

وفي حديث حصري مع قناة "الجزيرة" مساء اليوم الخميس، تحدث "قيصر" عن تجربته المروعة. وقال إنه المساعد أول فريد المذهان، رئيس قلم الأدلة القضائية بالشرطة العسكرية في العاصمة السورية دمشق. المذهان، الذي ينحدر من مدينة درعا جنوبي البلاد، هو الشخص الذي سرب الملفات التي كانت تظهر صورًا للانتهاكات والتعذيب الممنهج بحق المعتقلين في سجون النظام.

وقد خرج المذهان من سوريا عام 2013 ومعه آلاف الصور التي توثق التعذيب والقتل الممنهج بحق المعتقلين السوريين في السجون والمعتقلات التابعة للنظام المخلوع. وكان لتسريب هذه الصور دور كبير في إثارة الانتباه الدولي حول ممارسات النظام تجاه المعتقلين.

وفي كانون الثاني 2019، أقر الكونغرس الأميركي قانون "حماية المدنيين السوريين"، الذي يهدف إلى فرض عقوبات اقتصادية على النظام وأفراده المرتبطين به. وعرف القانون باسم "قانون قيصر" نسبةً إلى الجهود التي بذلها المذهان في تسريب هذه الصور المروعة، والتي أظهرت حجم الانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها النظام.

وخلال اللقاء، قال المذهان: "أوامر التصوير وتوثيق جرائم النظام كانت تصدر من أعلى هرم السلطة للتأكد من أن عمليات القتل والتنفيذ الفعلي للتعذيب تمت بنجاح". وأضاف أن قادة الأجهزة الأمنية في النظام كانوا يعبرون عن ولائهم المطلق لبشار الأسد عبر صور جثث المعتقلين، مشيرًا إلى أن أول تصوير لجثث معتقلين كان في مشرحة مستشفى تشرين العسكري لمتظاهرين من درعا في آذار 2011.

كما كشف "قيصر" عن قيام قوات النظام المخلوع بعمليات ابتزاز ممنهجة ضد الآلاف من أهالي المعتقلين، دون الحصول على أي معلومات حقيقية، مؤكداً أن هذه الممارسات كانت جزءًا من استراتيجية النظام لترهيب الشعب السوري وإجباره على التزام الصمت.

وجاء تصريح "قيصر" في وقت حساس بعد سقوط النظام المخلوع في 8 كانون الأول 2019، عندما دخلت فصائل المعارضة السورية إلى العاصمة دمشق وسيطرت عليها، مما أدى إلى انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع. هذا الحدث أنهى 61 عامًا من حكم نظام حزب البعث و53 عامًا من حكم عائلة الأسد.