Beirut
14°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
خاص
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
"فرصةٌ تاريخية أمام لبنان"... حزب الله في أزمة وجودية!
المصدر:
رصد موقع ليبانون ديبايت
|
الاربعاء
05
شباط
2025
-
13:20
في مقال للباحثة حنين غدار في صحيفة "فورين أفيرز"، تشير إلى أن حزب الله يمر بمرحلة صعبة بعد عقود من الهيمنة السياسية والعسكرية في لبنان. فقد تعرضت بنيته التحتية العسكرية لضربات قاسية خلال حرب استمرت عاماً مع إسرائيل، حيث فقد عدداً كبيراً من قياداته، ما دفعه في تشرين الثاني إلى توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار والانسحاب من الجنوب اللبناني. كما أن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا أدى إلى قطع خطوط الإمداد بين الحزب وإيران، الداعم الرئيسي له. ونتيجة لهذه التطورات، أصبح حزب الله مهدداً بفقدان قاعدته الشعبية داخل الطائفة الشيعية في لبنان.
وترى غدار أن تراجع حزب الله يمثل فرصة تاريخية أمام المسؤولين اللبنانيين لإعادة فرض سلطة الدولة، مشيرة إلى أن الرئيس الجديد جوزاف عون، القائد السابق للجيش اللبناني، أكد أن القوات الحكومية ستعود إلى الجنوب، متعهداً بنزع سلاح حزب الله وتحويله إلى مجرد حزب سياسي. كما أن رئيس الحكومة المنتخب حديثاً، نواف سلام، تعهد أيضاً بتجريد الحزب من سلاحه وإعادة بسط سلطة الدولة، وهو ما قد يمثل بداية عهد جديد للبنان وسكانه.
ومع ذلك، تحذر غدار من أن حزب الله لا يزال يحتفظ بنفوذ سياسي، إذ يسيطر مع حلفائه على 53 مقعداً في البرلمان اللبناني من أصل 128، مما يمنحه القدرة على التأثير في القرارات المهمة. وإذا نجح الحزب في التحالف مع الزعيم الدرزي وليد جنبلاط وتيار رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري، فقد يحصل على الأغلبية البرلمانية. كما أن الحزب قد يلجأ إلى أساليب التهديد والترهيب، في محاولة للحفاظ على نفوذه داخل الدولة.
وترى الباحثة أن أمام القيادة اللبنانية فرصة محدودة للتحرك بسرعة قبل أن يستعيد الحزب توازنه، مشددة على ضرورة أن تتولى مؤسسات الدولة، وليس حزب الله، عمليات إعادة الإعمار في الجنوب. كما يجب أن يكون البنك المركزي والسلطة القضائية والإدارات الحكومية الأخرى مستقلة عن تأثير الحزب. وإذا تمكنت الحكومة من تحقيق ذلك، فقد يتلقى حزب الله هزيمة انتخابية في انتخابات ايار 2026، مما قد يؤدي إلى انهياره السياسي.
وتوضح غدار أن حزب الله أخطأ في حساباته عندما بدأ حربه الأخيرة مع إسرائيل في أعقاب هجوم حماس في 7 تشرين الاول 2023. فبينما كان يعتقد أن إسرائيل لن ترغب في تصعيد المواجهة على الجبهة الشمالية، كانت تل أبيب قد أعدت خطة محكمة لاستهداف الحزب. ففي 19 ايلول، فجرت إسرائيل آلاف الأجهزة المزروعة داخل أجهزة الاتصال الخاصة بمقاتلي الحزب، ما أسفر عن مقتل نحو 3000 من قادته وعناصره. كما نجحت الاستخبارات الإسرائيلية في اغتيال قادة الحزب العسكريين، بمن فيهم إبراهيم قبيسي، رئيس وحدة الصواريخ، وثلاثة من مؤسسي الحزب الباقين على قيد الحياة: فؤاد شكر، علي كركي، وإبراهيم عقيل. وفي 27 ايلول، قُتل حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، وهو ما شكل ضربة قاصمة للحزب.
وتشير غدار إلى أن اغتيال نصر الله ترك الحزب في حالة من الفوضى، حيث جرى تعيين نائبه نعيم قاسم لقيادته، إلا أنه لا يتمتع بالكاريزما أو الحنكة السياسية التي ميزت سلفه. ومع غياب رؤية واضحة لإعادة بناء الحزب، بدأ الانقسام يتعمق داخل مجلس شورى الحزب، الذي يتخذ القرارات العسكرية والسياسية بالتنسيق مع طهران.
كما أن خسائر الحزب لم تقتصر على قيادته، بل امتدت إلى قدراته العسكرية، إذ فقد 80% من صواريخه الدقيقة وبعيدة المدى، وانخفضت ترسانته من 5000 صاروخ إلى أقل من 1000، بينما تقلص مخزونه من الصواريخ قصيرة المدى من 44 ألفاً إلى 10 آلاف فقط. ورغم احتفاظه بآلاف المقاتلين، فإن غياب القيادة والخبرة العسكرية سيؤثران على قدرته على استعادة نفوذه السابق.
وتلفت غدار إلى أن سقوط الأسد في سوريا أدى إلى خسارة حزب الله لمصدر مالي رئيسي، إذ كان يستفيد من تجارة الكبتاغون التي درت عليه مليارات الدولارات. كما أن انهيار النظام السوري جعل من الصعب على إيران إيصال الدعم العسكري للحزب، حيث أصبحت الموانئ والمطارات اللبنانية تحت رقابة مشددة من الجيش اللبناني والولايات المتحدة، ما أدى بالفعل إلى منع دخول عدة وفود إيرانية إلى البلاد.
وتشير الباحثة إلى أن إيران قد تجد نفسها مجبرة على تقليص دعمها للحزب، خاصة مع تزايد الاختراقات الإسرائيلية لصفوفه، وهو ما قد يجعله عبئاً على طهران بدلاً من أن يكون ورقة قوة إقليمية.
ورغم التراجع الإقليمي لحزب الله، إلا أنه لا يزال قوة فاعلة داخل لبنان، ومن المتوقع أن يسعى لتعزيز نفوذه السياسي عبر البرلمان، حيث سيحاول فرض تعيينات عسكرية وأمنية ومالية تصب في مصلحته. وسيعمل على اختيار قائد جديد للجيش يضمن عدم إجباره على تسليم سلاحه، كما سيحاول فرض هيمنته على الأجهزة الأمنية والقطاع المالي للدولة، مستفيداً من الاقتصاد الموازي الذي يديره.
لكن غدار ترى أن الحزب قد لا يتمكن من اللجوء إلى العنف كما كان يفعل سابقاً، نظراً لتعزيز قدرات الجيش اللبناني الذي بات يحظى بدعم دولي أكبر. كما أن الحزب يواجه أزمة داخل طائفته، حيث لجأ عدد كبير من الشيعة إلى المناطق المسيحية والسنية خلال الحرب الأخيرة، ما قد يدفعهم لإعادة التفكير في دعمهم له، خاصة مع إدراكهم أن الحزب هو المسؤول عن الدمار الذي طال مناطقهم.
وتشير الباحثة إلى أن العقد الاجتماعي بين حزب الله والشيعة في لبنان بدأ في الانهيار منذ عام 2011، عندما أنفق الحزب موارد ضخمة لدعم نظام الأسد بدلاً من تحسين أوضاع جمهوره. وتصاعد الاستياء في عام 2019 مع اندلاع الأزمة الاقتصادية، ووصل إلى ذروته اليوم بعد الدمار الذي لحق بالقرى الشيعية نتيجة الحرب مع إسرائيل. ومع تأخر الحزب في دفع تعويضات للمتضررين، قد يتراجع التأييد الشعبي له بشكل أكبر.
وترى غدار أن أمام الدولة اللبنانية فرصة لتسريع تراجع حزب الله عبر منعه من السيطرة على عملية إعادة الإعمار، على عكس ما حدث في 2006 عندما ضخت إيران أموالاً ضخمة لمساعدته على ترميم صورته. وتشدد على ضرورة أن تتولى الحكومة إدارة المساعدات مباشرة لضمان وصولها إلى المستفيدين دون تدخل الحزب، مما سيعزز ثقة الشيعة في مؤسسات الدولة بدلاً من الاعتماد على الحزب.
كما تؤكد على أهمية منع حزب الله من فرض تعييناته داخل المؤسسات الأمنية والمالية، وتدعو المجتمع الدولي، خصوصاً الولايات المتحدة والسعودية، إلى مراقبة العملية عن كثب. وإذا حاول بعض المسؤولين عرقلة هذه الجهود، فيجب أن تواجههم ضغوط دولية، بما في ذلك فرض عقوبات وقطع المساعدات عن لبنان.
وتخلص غدار إلى أن إضعاف حزب الله بشكل دائم قد يستغرق سنوات، لكنه لم يعد مستحيلاً، خاصة مع تراجع قوته العسكرية وانهيار مصادر تمويله. وترى أن الجيش اللبناني أصبح قادراً على فرض الاستقرار، وإذا تحلت القيادة السياسية بالإرادة الكافية، فبإمكانها الحد من نفوذ الحزب وإعادته إلى حجمه الطبيعي كحزب سياسي مجرد من السلاح.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا