أكد رئيس "تكتل بعلبك الهرمل" النائب الدكتور حسين الحاج حسن أن لبنان لا يمكن أن يُحكم إلا من خلال الشراكة الوطنية، مستندا إلى صيغة الوفاق الوطني والعيش المشترك، مشيرا إلى أن الحكومة، في تشكيلها وبيانها وخططها وبرامجها، يجب أن تقوم على صيغة تراعي الميثاق الوطني وتضمن مصلحة لبنان السياسية.

وأوضح الحاج حسن أن وجود حكومة قادرة على تخطي الأزمات يتطلب أن يكون تشكيلها قائمًا على الشراكة الوطنية، معتبرًا أن المصلحة الوطنية للبنان تقتضي أن لا يتم تشكيل حكومة تبدأ عملها بتفاقم الأزمات.

وفي كلمة له خلال حفل تأبين الشهيد علي محمد مدلج ووالده محمد وابنته فاطمة في بعلبك، شدد الحاج حسن على أن الشهداء في لبنان، وخاصة الذين سقطوا في المعركة ضد الاحتلال الإسرائيلي، كانوا جزءًا من حرب شرسة تهدف إلى إخضاع المقاومة وإضعافها.

وأضاف: "الشهيد علي محمد مدلج لا يزال مفقودًا، كما أن العديد من الشهداء لا يزالون تحت الركام أو مفقودي الأثر، إلا أن إنجازاتهم في الحرب كانت كبيرة، فقد منعوا العدو من تحقيق أهدافه."

ورأى الحاج حسن أن الحرب على لبنان لم تكن بسبب غزة أو طوفان الأقصى، بل كانت مخططًا أميركيًا إسرائيليًا مسبقًا بهدف إنهاء المقاومة.

وأشار إلى أن الهدف الأميركي الإسرائيلي كان تصفية القضية الفلسطينية، وتسهيل التطبيع مع إسرائيل، في وقت كانت فيه المواقف الأميركية لا تعترف بحق الفلسطينيين في العودة. كما أشار إلى أن الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، كان يسعى لتهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية.

وتابع الحاج حسن: "العدو الإسرائيلي كان يهدف إلى سحق حزب الله، لكن هؤلاء الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل لبنان والمقاومة، منعوا العدو من تحقيق أهدافه، وساهموا في استمرار مسيرة المقاومة".

وأكد أن المقاومة لا يمكن أن تُهزم مهما تبدلت الظروف، وأن العداء لإسرائيل سيبقى راسخًا في وجدان اللبنانيين.

وفي إطار حديثه عن المخاطر القادمة، انتقد الحاج حسن ما وصفه الصمت من بعض القوى السياسية في لبنان حيال التوسع الإسرائيلي في جبل الشيخ، مشيرا إلى أن العدو يواصل احتلال الأرض والتعدي على لبنان، دون أن نسمع أي ردود فعل أو استنكارات.

كما تطرق إلى التهديدات الأميركية بخصوص التوطين وحق العودة للفلسطينيين، مشددًا على أن الدستور اللبناني يمنع التوطين، داعيًا القوى السياسية إلى الوقوف ضد هذه المخططات.

وفي ختام كلمته، حذر الحاج حسن من التهديدات الكبيرة القادمة على المنطقة، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة أعلنت دعمها لتوسيع الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، مؤكداً أن لبنان لا يزال أمام تهديدات حقيقية من العدو الإسرائيلي، وعلى المسؤولين اللبنانيين أن يتحملوا المسؤولية في مواجهة هذه التحديات.