"ليبانون ديبايت"

يواجه لبنان هذا العام تحديًا كبيرًا في ما يخص تساقط الأمطار، حيث يعاني من تأخر شديد في معدلات المتساقطات التي لم تصل إلى نصف المعدل العام حتى الآن، ومع بداية شهر شباط، يتساءل الكثيرون عما إذا كان المنخفض الجوي المرتقب سيشكل فرصة لتعويض هذا النقص أم لا.

في حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت"، يرى رئيس قسم التقديرات في مصلحة الأرصاد الجوية في مطار بيروت، محمد كنج، أن "موسم الأمطار هذا العام لا يبدو واعدًا في ما يخص تعويض النقص، من الواضح أننا لن نعوض ما فُقد من الأمطار هذا العام، إذ لم نحقق حتى الآن 50% من المعدل العام، وحتى مقارنة بالعام الماضي، لم تتجاوز الكمية المتساقطة ربع المعدل".

ويشيرإلى أنه "اليوم نحن تحت تأثير مرتفع جوي، وهو ما يمنع وصول المنخفضات الجوية إلى لبنان، ولكن اعتبارًا من مساء يوم الثلاثاء، سنتأثر بمنخفض جوي بارد ومحمّل بالأمطار، وسيستمر حتى صباح يوم الجمعة".

وبحسب كنج، "من المتوقع أن تتساقط الأمطار بغزارة يوم الأربعاء، ما قد يؤدي إلى حدوث سيول في بعض المناطق خاصة الشمالية، كما سنشهد تساقط حبات البرد، وسيصل مستوى تساقط الثلوج إلى 1600 متر صباحًا، ليهبط تدريجيًا إلى 1000 متر فجر الخميس"، مشيرًا إلى أن "درجات الحرارة ستنخفض بمعدل 8 درجات على الأقل بين الثلاثاء والخميس، ما سيجعل الطقس باردًا"

ورغم وصول هذا المنخفض، يعتبر كنج أنه "من الصعب تعويض النقص الكبير في الأمطار خلال شهر شباط، لأن الإشكالية الكبرى كانت في كانون الثاني الذي يشكل حوالي 25% من موسم الشتاء، وكان المعدل الشهري للمتساقطات يبلغ 190 ملم، لكن الكمية التي تساقطت هذا العام كانت بحدود 18 إلى 20 ملم، أي حوالي 10% من المعدل المطلوب، وهذا تسبب بتأخير كبير في كمية الأمطار".

ويوضح في هذا السياق أنه "في مدينة زحلة، تساقط حوالي 152 ملم من الأمطار حتى الآن، في حين كان المعدل في العام الماضي 532 ملم، وفي بيروت حوالي 260 ملم، بينما كان المعدل في العام الماضي 830 ملم، والمعدل العام هو 530 ملم".

ويخلص كنج إلى القول، بأن "شهر شباط لا يبدو واعدًا في بدايته"، مشيرًا إلى أن "المنخفضات ستتوزع بشكل متقطع على مدى 5 أو 6 أيام، مع تأثير بارد ولكن دون استمرارية أو تغذية كافية من الكتل الباردة، وبالتالي، سيكون هذا المنخفض سريعًا ولن يساهم بشكل كبير في تعويض النقص الحاصل في كميات الأمطار".