"ليبانون ديبايت"

تواجه عملية تشكيل الحكومة في المرحلة الراهنة العديد من التحديات الصعبة، التي تكمن في توازنات القوى السياسية والطائفية، فبغض النظر عن التوقعات بشأن التغيير والإصلاح، يبقى التشكيل الحكومي محكومًا بشروط صعبة.

وفي هذا الإطار، يؤكّد النائب السابق مصطفى علوش، في حديث لـ"ليبانون ديبايت"، أن "العقبات التاريخية التي تواجه تشكيل أي حكومة في لبنان لا تزال قائمة، رغم الحديث المستمر عن التغيير والإصلاح"، مشيرًا إلى أن "رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف يواجهان العديد من الشروط التي لا يمكن تجاوزها بسهولة، وأهمها تمثيل الطوائف بحقائب وزارية معينة وتمثيل الأحزاب السياسية".

ويرى أنه "في النهاية بالعودة إلى البرلمان لنيل الثقة، في حال تم استثناء طرف معين، فإن ذلك سيقابل برد فعل من باقي الأطراف، مما سيعيد الأمور إلى ما كانت عليه سابقًا"، مؤكدً أنه "مجرّد دخولنا في هذه الدوامة يعني أننا عدنا إلى الطريقة التقليدية في معالجة الأمور".

ويتوقّع علوش، أن "تكون الحكومة المقبلة "مطعّمة" بالقوى السياسية، مع محاولات لإدخال شخصيات غير تقليدية، ومع ذلك، يعبّر عن قلة ثقته في القدرة على إيجاد مخرج مناسب لتشكيل الحكومة، خاصة مع العودة المستمرة للحديث عن توزيع الحقائب الوزارية، مما يعني أننا سنعود إلى نفس اللعبة التي حكمت الحكومات السابقة، وهو ما يثير المخاوف".

وعلى الرغم من التحديات، يعتقد علوش أن "المخرج الذي يمكن أن يمنح الحكومة الثقة، ولو ليس بأكثرية ساحقة، هو تشكيل حكومة تكنوقراط بالكامل، في هذه الحالة، لن تُسمّي الأحزاب أي وزراء، وهو ما قد يلقى دعمًا من الجهات التي ساهمت في انتخاب رئيس الجمهورية، لكن يبقى السؤال الأهم، هل هناك قدرة على تجاوز مطالب حزب الله وحركة أمل بالمشاركة في الحكومة، إذا لم يتمكن المعنيون من تحقيق هذا الشرط، فإن لبنان سيعود إلى نفس النهج الذي حكم الحكومات السابقة".