"ليبانون ديبايت"

في وقت يعاني فيه لبنان من نقص ملحوظ في الأمطار هذا الموسم، يحذّر رئيس تجمّع المزارعين في البقاع، إبراهيم ترشيشي، من العواقب الوخيمة لهذا الجفاف المستمر، فمع تأخر موسم الشتاء وقلة الأمطار، يواجه لبنان أزمة حقيقية قد يكون لها تأثيرات كبيرة على مختلف القطاعات الحيوية في البلاد.

وفي حديث لـ"ليبانون ديبايت"، يؤكد ترشيشي أن "هذا الإنحباس المطري، إذا طال ولم يترافق مع شتاء يعوض هذا النقص، سيؤدي إلى نتائج كارثية ليس فقط على القطاع الزراعي، بل على الحياة بشكل عام، قد تتحول الأراضي إلى صحراء، مما يهدد الحياة البشرية في لبنان".

وفي هذا السياق، يقول ترشيشي: "في منطقة زحلة - تل العمارة، بلغ معدل الأمطار هذا العام حوالي 125 ملم فقط، بينما المعدل الطبيعي يصل إلى 350 ملم، هذا النقص الكبير، يمثل كارثة، سيؤدي إلى تغييرات سلبية في نمو النباتات والأشجار المثمرة، حيث من المفترض أن تعيش هذه الأشجار فترة إستراحة خلال الشتاء، لكن مع ارتفاع درجات الحرارة غير المألوفة في هذا الوقت من العام، بدأت الأشجار تتفتح براعمها مبكرًا، وفي حال تعرضت لموجات صقيع فيما بعد سوف تقضي عليها نهائيًا".

ويؤكد، أن "هذا النقص في الأمطار يؤثر أيضًا على مصادر المياه في لبنان"، مشيرًا إلى أن "البرك وينابيع الأنهار باتت تعاني من انخفاض كبير في منسوب المياه، ما يهدد مياه الشرب،كما أن الآبار الإرتوازية التي تتراوح أعماقها بين 100 متر وأكثر، بدأت تجف، بينما الآبار الجوفية التي تصل أعماقها إلى 400 متر، ستشهد انخفاضًا في منسوب المياه يصل إلى أكثر من 250 أو 300 متر،هذا يعني أن كلفة الإنتاج الزراعي ستزداد بشكل كبير، وستتقلص المساحات المزروعة، مما يؤدي إلى التصحر ويؤثر سلبًا على معيشة المواطنين والثروة الحيوانية".

ويشير إلى أن "الوقت المتبقي حتى نهاية هذا الشهر قد يكون الحاسم، لكن لا يمكننا التنبؤ بما سيحدث، نحن في انتظار ما ستحمله الأيام القادمة من تقلبات جوية، قد يتمكن لبنان من خلالها التعويض عن هذا النقص".