قال البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، اليوم الأربعاء، خلال لقائه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون: "فخامة الرئيس، جئنا مع إخواننا السادة المطارنة الأجلاء للتبريك لكم ولتقديم التهاني والتمنيات. نبارك لكم بانتخابكم رئيسًا للجمهورية، متميزًا بالصفات القيادية التي ظهرت في حياتكم السابقة في مؤسسة الجيش حتى قيادته العليا، ونهنئكم بالثقة الكبيرة من المجلس النيابي، أولًا من الشعب اللبناني كله، ومن مختلف الدول التي رأت فيكم الرئيس القادر على النهوض بلبنان ومؤسسات الدولة. كما نهنئكم بخطاب القسم المميز الذي خرج من صميم قلبكم وفكركم وإرادتكم، وقد لاقى استحسانًا عارمًا محليًا ودوليًا. فيه كل إرادتكم لتنفيذه بالتعاون مع رئيس الحكومة والمجلس النيابي وسائر مؤسسات الدولة".

وأضاف الراعي، "ونهنئكم برئيس الحكومة الجديد القاضي نواف سلام الذي تمنيتم في خطاب القسم أن يكون شريكًا لكم لا خصمًا. ونتمنى معكم ومعه تأليف حكومة جديدة قادرة. ونتمنى لفخامتكم النجاح في مهمتكم الكبيرة، ومنها: بناء الوحدة الداخلية التي يشعر فيها كل مواطن أنه مسؤول، فلا إقصاء لأحد، وإعادة إعمار ما تهدم من منازل ومؤسسات ودور عبادة، وقيام مؤسسات الدولة والنهوض الاقتصادي، وإجراء الإصلاحات في البنى والهيكليات".

ورد الرئيس عون مرحبًا بالبطريرك الراعي والوفد، شاكرا جهوده خلال توليه قيادة الجيش من خلال وقوفه الدائم إلى جانب المؤسسة العسكرية ودعمه القوي لها، لا سيما من خلال المواقف التي كان يعبر عنها، والتي شدد فيها على تمسكه بالمؤسسة العسكرية والدفاع عنها خلال المراحل الحرجة التي مر بها لبنان. وقال: "لم يدافع البطريرك الراعي عن جوزف عون كشخص، بل عن المؤسسة العسكرية التي هي العمود الفقري للوطن، وكادت أن تكون المؤسسة الوطنية الوحيدة التي صمدت وعملت جاهدة أثناء الظروف الصعبة للمحافظة على كيان لبنان".

وأشار الرئيس عون إلى أنه تحدث في خطاب القسم بلغة الشعب، ناقلاً وجعه ومعاناته ومطالبه، مشيرًا إلى أنه كان في قيادة الجيش على تماس مع مشاكل المواطنين من الشمال إلى الجنوب، ومن البقاع إلى بيروت، بدءًا من محاربة الإرهاب ومكافحة السرقة وآفة المخدرات، وصولًا إلى العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان، مما جعله قريبًا جدًا من معاناة الشعب. وأكد عون أن حل المشاكل لا يمكن أن يتم منفردًا، بل من خلال التعاون بين الجميع. وقال: "أنا شريك لرئيس الحكومة، ولرئيس مجلس النواب، وللمجلس النيابي، والمسؤوليات مشتركة. حتى أننا نتشارك المسؤولية معكم وعبر مكانتكم وما تمثلون على الصعيد المسيحي والدور الذي تلعبونه على الصعيد الوطني".

وأكد أن لبنان أمام فرص ذهبية، ويجب مواجهتها بإيجابية. وأشار إلى مسارعة الدول والمسؤولين الدوليين للتعبير عن استعدادهم لدعم لبنان. كما أكد أهمية تشكيل الحكومة بأسرع وقت لإعادة بناء الثقة بلبنان، حيث أن البلاد أمام مفترق طرق، إما الاستفادة من الفرص أو خسارتها. وأضاف: "على الجهود أن تتضافر لإعادة النهوض بالبلد وبناء الدولة وتنفيذ ما جاء في خطاب القسم".

وأعاد الرئيس عون التأكيد على أن هدفه هو بناء الدولة، والعمل على عودة اللبنانيين من الخارج، ومنح اللبناني في بلاد الاغتراب الثقة ببلده. واختتم بالقول: "نحتاج إلى طي صفحة الماضي والنظر إلى الأمام، فليس هناك فضل لطائفة على أخرى، وكلنا متساوون تحت راية العلم اللبناني. كما أن المحافظة على استقلالية القضاء والوضع الأمني أمر ضروري لتحقيق الازدهار الاقتصادي".

وفي لفتة خاصة، أشاد الوفد بالمواقف المميزة التي عبرت عنها السيدة اللبنانية الأولى، نعمت عون، بعد تسلمها مهامها، معتبراً أنها تعكس صورة السيدة اللبنانية. فرد الرئيس عون شاكرا هذا التقدير، مشيرًا إلى أن عمل رئيس الجمهورية يتكامل مع عمل اللبنانية الأولى. وقال: "تجربتي في قيادة الجيش مع المرأة كانت ممتازة، سواء من خلال الضباط الإناث أو المجندات في كافة الوحدات العسكرية".

وخلال اللقاء، عرض عدد من المطارنة أوضاع أبرشياتهم على رئيس الجمهورية، متمنين له التوفيق في قيادة البلاد، فيما نقل راعي أبرشية قبرص المارونية، المطران سليم صفير، تهنئة أبناء رعيته، متمنيا على الرئيس عون العناية بقضاياهم. وفي الختام، رحبت السيدة نعمت عون بالبطريرك الراعي في قصر بعبدا، وشكرته على زيارته متمنية له وللفريق المرافق دوام الصحة والعطاء.