دعت منظمة إسرائيلية متطرفة، تُعرف باسم "الجلود الشمالية"، إلى إقامة مستوطنات في جنوب لبنان كـ "خط دفاع أول" لحماية مستوطنات الشمال الإسرائيلي، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار "تعزيز حدود إسرائيل الكاملة"، في تصريحات استهدفت تحفيز الاستيطان في الأراضي اللبنانية.

وأكدت المنظمة في تصريحاتها التي نقلتها وسائل إعلام إسرائيلية، أن هذه الأراضي جزء من "حدود إسرائيل الكاملة" التي "يتجاهلها الكثيرون"، في دعوة صريحة لتوسيع حدود الاستيطان الإسرائيلي لتشمل مناطق جنوب لبنان.

كما أشار مسؤولون في المنظمة إلى أنهم لا يقتصرون على الأراضي الجنوبية، بل يطمحون للوصول إلى مناطق أخرى مثل صيدا وصور.

وفي حديثه لموقع "سروجيم" الاسرائيلي، أوضح رئيس المنظمة، البروفيسور عاموس عزاريا، أن هذا المشروع الاستيطاني يهدف إلى تعزيز السيطرة الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية، مؤكداً أن المستوطنين المتطرفين في المنظمة "جاهزون للمجيء إلى لبنان والاستقرار فيه فور صدور الأمر".

وأوضح عزاريا أن الاستيطان في المنطقة الحدودية سيتسبب في خسارة لحزب الله في حال تم بالفعل إرساء المستوطنات في المواقع القريبة من معاقله.

وفيما يتعلق بالدوافع وراء هذه الدعوات الاستيطانية، شدد عزاريا على أن "الفشل الإسرائيلي في الجنوب خلال الحروب السابقة" هو ما دفعه ومنظمته للتفكير في الاستيطان في الأراضي اللبنانية، مشيراً إلى أن "إسرائيل ارتكبت أخطاء فادحة في حرب لبنان الأولى والثانية، كان أبرزها عدم إقامة مستوطنات في جنوب لبنان بعد الحرب الأولى".

واعتبر أن "عملية الانسحاب من غوش قطيف كانت الخطوة المبدئية التي تسببت في تدهور الأوضاع في غزة، وبالتالي في الشمال"، معتبراً أن الأمر ذاته قد يحصل إذا لم يتم إقامة مستوطنات في جنوب لبنان.

وأضاف عزاريا أن منظمة "الجلود الشمالية" تتلقى إشارات دعم من عدد من السياسيين الإسرائيليين المتطرفين، مثل أرييل كيلنر من حزب الليكود وليمور سون هار ميليش من "عوتسما يهوديت"، بينما أشار إلى أنه "حتى الآن، هناك تخوفات من التصريح العلني" بشأن الخطوة الاستيطانية في لبنان بسبب تعقيد الوضع في هذا البلد مقارنة بغزة.

من جهته، أكدت وسائل إعلام إسرائيلية، مثل قناة "آي نيوز 24"، أن هناك مجموعة كبيرة في تل أبيب تفكر بالفعل في الخطوة التالية التي قد تفضي إلى إقامة المستوطنات في الأراضي اللبنانية بعد اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوقيع عليه منذ أكثر من شهر ونصف.

وأضافت "يديعوت أحرونوت" أن هذا التوجه الاستيطاني يأتي في سياق النظرية الإسرائيلية التي تربط الاستيطان بقدرة الدولة على السيطرة على الأرض، موضحة أن المنظمة تعتبر أن "عدم الاستيطان يعني انسحاب الجيش الإسرائيلي وخسارة الأرض".

ولم تقتصر هذه الدعوات الاستيطانية على تحركات إعلامية، إذ سبق أن قام أعضاء المنظمة قبل بضعة أسابيع بعبور الحدود اللبنانية مع إسرائيل، حيث نصبوا الخيام وزرعوا أشجاراً تمهيدًا لاستيطان المنطقة، ما يعد خطوة استفزازية تضاف إلى سلسلة من التحركات الإسرائيلية الرامية إلى تغيير الواقع على الأرض.

وفيما يتعلق بالأوضاع الأمنية، أشار عزاريا إلى أن الوضع الحالي في جنوب لبنان أكثر أمانًا بفضل السيطرة العسكرية الإسرائيلية على المنطقة، مؤكدًا أن وجود الجيش الإسرائيلي هناك يوفر بيئة مناسبة للمستوطنين الذين يرغبون في الانتقال إلى الأراضي اللبنانية.