Beirut
17°
|
Homepage
4 ضربات رئاسية دفعة واحدة: خروج عون ودخول أزعور؟
عبدالله قمح | المصدر: ليبانون ديبايت | الاربعاء 08 كانون الثاني 2025 - 7:06

"ليبانون ديبايت"- عبدالله قمح

إنتهت المداولات الرئاسية الحالية إلى اصطياد 3 مرشحين ونصف: جوزاف عون، الياس البيسري، سليمان فرنجية وسمير عساف.

تولت السعودية عبر موفدها الأمير يزيد بن فرحان "أبو فهد"، إخراج المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري المدعوم قطرياً من السباق الرئاسي. وافقت قطر مقبلة غير مدبرة نزولاً عند مصلحة "إستقرار العلاقات الخليجية – الخليجية وضمناً السعودية - القطرية"، فيما تولى "أبو فهد" القطري إيجاد التخريجة المناسبة وإبلاغها لمن يلزم.


ما فهمته الدوحة أن حضورها في قطاع غزة عبر رعاية ملف التفاوض بين إسرائيل وحركة "حماس"، و "فوزها" السياسي في سوريا بالشراكة مع تركيا، لا يضمنان لها حضوراً مؤثراً على مستوى الملفات اللبنانية، كذلك فهمت أن القرار على المستوى اللبناني بعد كل ما حصل من تطورات هو محل تنسيق سعودي – أميركي بالدرجة الأولى. إضافةً إلى ذلك، من الموجبات القطرية الملزمة، أن قرأت وجود قرار سعودي – إماراتي منسّق مع دول خليجية، حول ضرورة إحتواء الملف اللبناني وتحييده عن تأثير المدّ الإخواني التركي – القطري. من جراء تطورات الموقف القطري الأخير، تكون الدوحة قد ضمنت أولاً عدم العودة إلى زمن المقاطعة الخليجية من بوابة الملف اللبناني وتفاصيله التافهة، وثانياً التعويض عبر الإشتراك في ملف إعادة الإعمار بالتنسيق مع الرياض.

بالنسبة لسمير عساف كان لجولته "المحدودة" في بيروت أن دشّنت تراجع حظوظه. ثمة سبب آخر يعود إلى الدور الفرنسي الخفيف وغير المؤثر، إذ لم تسفر كل الجولات السياسية الفرنسية السابقة من توظيف المندوبين والموفدين إلى التدخلات عميقاً في المشهد الرئاسي طيلة عامين ونصف العام، من أن يزيح حجراً عن حجر. لكن يبقى أن الذي أجهز على الدور الفرنسي رئاسياً كان الدخول السعودي "الواضح المدروس والمؤثر" إلى عمق الملف اللبناني في توقيت له دلالاته وأدى إلى خلط الأوراق الرئاسية.

بالنسبة لقائد الجيش جوزاف عون. نام على فكرة تحوله رئيساً مطلع الأسبوع واستيقظ على ضرب حظوظه قبل حلول يوم الخميس. ما أفرزته الساعات الماضية يشير بوضوح إلى أن قائد الجيش أصبح خارج السباق الرئاسي، بعدما بات واضحاً صعوبة تأمين 86 صوتاً المطلوبة لتعديل الدستور، بالإضافة إلى اتساع نطاق "الفيتوات" المرفوعة ضده.
عملياً هناك 3 أطراف ضربت ترشيح جوزاف عون:

1. رئيس مجلس النواب نبيه بري. في العلن ردد بري وكرر في أكثر من مناسبة عبارة أن عون يحتاج إلى تعديل دستوري غير متوفر إلى جانب عدم رغبته بتعديل الدستور. في السرّ كان يضع أسباباً يمكن أن تحمل مؤشرات حقيقية حول عدم رغبته بانتخاب قائد الجيش.
2. القوات اللبنانية. حيّث حيدت نفسها عن دعم وصول عون في ذروة تقدمه رئاسياً ورمت الأسباب عند الثنائي الشيعي. تفسير موقف القوات "نابع" من "طموح" قائد الجيش بمنافسة الحالات السياسية المسيحية التقليدية، وثانياً منعاً لتكريس حالة تتجاوز سياسياً حضورها المؤثر. السبب الثالث يعود إلى رصد معراب، سواء عبر المداولات مع المندوب السعودي أو بالأمس مع الموفد الأميركي عاموس هوكشتين، أن كلاً من واشنطن والرياض ليس على جدول أعمالهما فرض عون رئيساً.
3. حزب الله، والسبب يعود لإعلان الحاج وفيق صفا أنه لا يضع "فيتو" على ترشيح قائد الجيش!

إخراج جوزاف عون، ولو نظرياً، من السباق الرئاسي، جعل ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، خارج التداول أيضاً، ربطاً بقاعدة التعامل بالمثل وانسجاماً مع تطورات الساعات الأخيرة التي أدخلت الجميع، بمن فيهم الثنائي الشيعي، مدار البحث عن مرشح توافقي.

عملياً، ما فهم من حديث عاموس هوكشين على طاولة النائب فؤاد مخزومي أمس، أن الولايات المتحدة لديها تجربة تعاون جيدة مع قائد الجيش وملتزمة ما تمّ الإتفاق حوله على طاولة الخماسية. أما بالنسبة للمعايير فإنها تنطبق على أكثر من شخصية. كلام هوكشتين يضاف إليه أسلوب السعودية بعدم اعتماد منطق فرض الرئيس، يوحيان بأن واشنطن والرياض يبديان استعداداً لفتح النقاش حول أسماء أخرى تنطبق عليها نفس المعايير.

كل ما تقدم، يُنظر إليه على أنه أعاد إحياء ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، من دون أن يعني ذلك أنه حسم رئاسته عبر تأمين الـ65 صوتاً المطلوبة في الدورة الثانية.

عملياَ أيضاً، لم يعد سراً أن رئيس مجلس النواب نبيه يكاد يكون أقرب إلى تفضيل خيار أزعور من بين الأسماء المتداولة، وذلك في حالة التخلّي عن ترشيح سليمان فرنجية، وبري يدرك أن أزعور محل تجاوب بالنسبة إلى النائب جبران باسيل الذي باتت زيارته إلى عين التينة شبه أسبوعية، كما أن أزعور يحظى بتأييد المعارضة.

بالأمس، صرّح عضو كتلة "القوات" النائب جورج عقيص بعد اجتماع لنواب المعارضة والتغييريين أن "لدينا خطة واحدة كمعارضة سندخل فيها إلى جلسة 9 كانون الثاني". ما فُهم، بعد التواصل مع مصادر متعددة، أن الخيار هو إعادة الثقة بجهاد أزعور مرشحاً للمعارضة وصولاً لتسميته نهار الخميس.

الأهمّ من كل ما تقدم، أن أزعور يحظى ببركة منصبه في البنك الدولي، الذي قد يجعل منه رئيساً للجمهورية في خيارٍ ينغمس فيه الثنائي الشيعي ضمناً في عّز الطلب على إعادة الإعمار وإعلان السعودية رغبتها في الإنضواء بالمشروع وكذلك قطر.

في الخلاصة ستحصل جلسة يوم الخميس المقبل لكن من غير المحسوم أن تنتخب رئيساً.

في الخلاصة أيضاً حققت 3 مجموعات سياسية نصف انتصار في الجولة الحالية:
1. السعودية التي أعادت خلط أوراق المشهد
2. القوات اللبنانية التي أسست لتطيير جلسة الخميس من دون حسم لهوية الرئيس
3. الرئيس بري الذي أخرج جوزاف عون من المشهد الرئاسي.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
"إسرائيل كانت ستقصف مطار بيروت"... إليكم السبب! 9 جوني منير يفجر "قنبلة حارقة" ويحسمها: جوزاف عون رئيسًا للجمهورية! 5 جعجع يريد "الحكم" مع "الشيعة" 1
تفاصيل الليلة التي أرعبت وفيق صفا... سياسي شيعي يفجّر مفاجآت 10 باسيل منزعج من التدخل السعودي 6 خيار شبه محسوم غداً... نائب سيقاتل لإقناع الآخرين بهذا المرشح! 2
عن سوريا وتركيا... ترامب يثير الجدل مجددًا! 11 4 ضربات رئاسية دفعة واحدة: خروج عون ودخول أزعور؟ 7 لودريان حدّد الاسم الوحيد... لا نقاش بأحد آخر! 3
التصويت الباطل لقائد الجيش 12 "زيارة لافتة"... الوفد الدرزي الأكبر في سوريا 8 "ولو توهّم أنه عنترة"... السيد: شطبة قلم تُعيد قائد الجيش إلى بيته! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر