وجه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، اليوم الأحد، رسالة إلى القوى السياسية في لبنان، أكد فيها أن لبنان ليس مجرد "دكان" أو "مزرعة" للبيع، وأن المصلحة السيادية للبلاد يجب أن تكون فوق كل اعتبار.

وأوضح قبلان أن "حماية لبنان من التدخلات الخارجية تمثل أكبر مهمة وطنية على الإطلاق"، محذرًا من أن الانقسام الداخلي والقطيعة بين القوى السياسية قد يؤديان إلى وضع البلاد في "قلب المجهول".

وأكد أن "القوى السياسية والنيابية مطالبة بموقف وطني موحد يحفظ مصير لبنان ويمنع اللعب بمستقبله من قبل القوى الدولية والمحلية"، مشيرًا إلى أن "لبنان ليس ملعبًا للمشاريع الإلغائية، وأنه يجب أن يُعامل كدولة ذات سيادة وليس كأداة في يد الخارج".

وأشار قبلان إلى أن أي تدخل دولي في الشأن اللبناني يجب أن يكون ضمن الإطار الذي يحترم"البناء الدستوري والمصلحة الوطنية" للبلاد، قائلاً: "أهلاً بالموفدين الدوليين لكن ليس على حساب لبنان ومصالحه".

وحذر من أن اللعبة السياسية الداخلية والخارجية قد تؤدي إلى "حرق لبنان"، مشدداً على أن أي مشروع يهدف إلى إلغاء أي مكون لبناني أو تجاوز مصالحه الوطنية سيكون له نتائج كارثية على البلاد.

وأكد قبلان أن "القوى المسيحية شريكة في تاريخ لبنان، ولا يمكن السماح بتهميش مصالحها أو تفويتها"، معبّراً عن دعمهم الكامل للرئيس نبيه بري، مؤكدًا أن "بري ضمانة تاريخية وسيادية للبنان".

أما بالنسبة للسيادة اللبنانية، فقد شدد المفتي قبلان على أنه لن يتم القبول ببقاء الجيش الإسرائيلي في لبنان بعد المدة المحددة للـ 60 يومًا، مؤكداً أن "كل شبر من لبنان هو سيادة وطنية".

وأكد أن المقاومة قد أظهرت قدرتها على دحر إسرائيل، وقال: "المقاومة مرغت أنف إسرائيل في الخيام وفي باقي الحافة الحدودية، وستمرغ أنف إسرائيل مجددًا إذا أصرّت على التصعيد أو الإرهاب على الحدود".

كما وجه رسالة إلى القوى النيابية، داعيًا إياها إلى "حماية لبنان وقراره الوطني"، مشددًا على أن اللحظة الحالية هي لحظة مصيرية و"التاريخ لا يحتمل الخطأ"، وحذر من أن وضع لبنان في "قلب الخراب" سيؤدي إلى نتائج وخيمة، داعيًا إلى اتخاذ مواقف وطنية تحفظ استقرار البلاد.