"ليبانون ديبايت"

في ظل الخروقات الإسرائيلية المستمرة على الحدود اللبنانية - الفلسطينية، والتلويح بعدم انسحاب العدو في 27 كانون الثاني، أي بعد انتهاء مهلة الـ60 يومًا المتفق عليها بين لبنان وإسرائيل، أثار كلام نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله، محمود قماطي، تساؤلات حول ما سيحدث بعد هذا التاريخ. حيث أشار إلى أن اليوم الـ61 سيكون مختلفًا، إذ سيتحول الوضع إلى وجود قوات احتلال، وسيتم التعامل معها على هذا الأساس، بعد أن التزم لبنان بالصبر لمدة 60 يومًا.

هذه التصريحات فتحت الباب للعديد من التساؤلات حول السيناريو المتوقع بعد 27 كانون الثاني، وما إذا كانت الحرب ستعود.

في هذا الإطار، أكّد العميد المتقاعد شامل روكز، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، تأييده لكلام قماطي بشأن أن وجود الإسرائيليين بعد 27 كانون الثاني على الأراضي اللبنانية سيعتبر احتلالًا. وأشار إلى أن الحل سيكون بيد الحكومة اللبنانية ولجنة المراقبة الدولية التي ستلزم إسرائيل بالانسحاب من الأراضي اللبنانية إلى ما بعد الخط الأزرق.

واعتبر روكز أن "ما يحصل في الجنوب هو مرحلة عربدة إسرائيلية، إذ أن المناطق التي لم يتمكنوا من دخولها أثناء الحرب بفضل عناصر المقاومة، دخلوا إليها اليوم بسهولة، وهذا يُعد أقصى درجات العربدة الإسرائيلية".

وعن التلويح الإسرائيلي بعدم الانسحاب من الأراضي اللبنانية في 27 كانون الثاني، رأى أن "الإسرائيلي سيُجبر على الانسحاب، فلا يمكنه البقاء. إلا أنه في حال لم ينسحب، فلكل احتلال حق في المقاومة، لكنني أعتقد أن حق المقاومة سيكون دبلوماسيًا من خلال الحكومة اللبنانية، والمواجهة مع لجنة المراقبة الدولية، التي لا يمكن لإسرائيل مواجهتها".

ورغم كلام قماطي بأن اليوم الـ61 سيكون مختلفًا، استبعد روكز أن "يتدخل حزب الله مباشرة، إذ أن الأمر أصبح في يد الحكومة اللبنانية. لذا على الحكومة أن تقوم بعملها لنرى إلى أين ستصل، لا سيما أن لجنة المراقبة الدولية ترأسها الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، مما يعني أنه ليس من السهل على إسرائيل مواجهة هذا الأمر".

وفي حال أصرّ حزب الله على التدخل وقام بمقاومة إسرائيل بعد 27 كانون الثاني، هل يمكن أن يستغل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا الأمر ويعود إلى الحرب؟ استبعد روكز هذا الأمر، على اعتبار أن نتنياهو يعلم جيدًا أن كل احتلال يقابله مواجهة.

وفي الختام، اعتبر روكز أن "الأفضل اليوم، وفي هذه المرحلة الحساسة، هو اللجوء إلى التدخل الدولي لحسم هذا الموضوع، إذ أن المواجهة بطرق أخرى ستكون طويلة ومكلفة".