Beirut
13°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
خاص
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
لماذا سلك قائد الجيش طريق الرياض؟
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
السبت
28
كانون الأول
2024
-
8:20
"ليبانون ديبايت"
تأتي زيارة قائد الجيش اللبناني، العماد جوزاف عون، إلى المملكة العربية السعودية لترسم ملامح مشهد جديد في سباق الانتخابات الرئاسية، الذي يتجه نحو ذروته مع اقتراب موعد الجلسة المحددة في 9 كانون الثاني المقبل. ورغم المحاولات لإبراز الزيارة كجزء من التعاون العسكري بين البلدين، إلا أن ما رافقها من تفاصيل يجعل منها محطة ذات دلالات سياسية واضحة.
بدأت الزيارة بمؤشر لافت: إرسال المملكة طائرة سعودية خاصة لنقل العماد عون، ما يُظهر اهتمامًا خاصًا من الرياض. اللقاء الذي جمعه بوزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان يُعدّ محطة محورية، خاصة أن الأمير خالد لا يُعرف عنه استقبال القادة العسكريين بشكل منتظم، حيث اقتصرت لقاءاته السابقة على قائد الجيش الباكستاني ورئيس الأركان الجزائري. هذا اللقاء يعكس اهتمامًا سعوديًا فريدًا بالملف اللبناني، خصوصًا أن الأمير خالد يُشرف على الملف اللبناني منذ سحبه من المستشار الملكي نزار العلولا، ما يمنح اللقاء طابعًا سياسيًا أكثر من كونه تقنيًا. كما أن توقيت الزيارة يُبرز الدعم السعودي الواضح لترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية، وهو ما بات جليًا بعد التطورات الإقليمية الأخيرة.
السياق الإقليمي لا يمكن فصله عن التحركات السعودية في لبنان. المنطقة تشهد انتقالاً تدريجيًا من صراع سني-شيعي إلى صراع سني عربي في مواجهة سني إخواني برعاية تركية وقطرية. في هذا الإطار، تسعى السعودية لتعزيز نفوذها في لبنان من خلال دعمها للعماد عون كمرشح رئاسي، ولرجل مقرب منها لرئاسة الحكومة. هذه الخطوات تهدف إلى تأمين قبضة سعودية على الساحة اللبنانية كجزء من التوازن الإقليمي الجديد، في مواجهة النفوذ الإخواني المتصاعد في سوريا بقيادة تركيا وقطر.
ما يلفت الانتباه هو النهج الذي اختاره العماد عون في سعيه للوصول إلى قصر بعبدا. بدلاً من سلوك الطريق الأسهل عبر "اليرزة - معراب - بعبدا"، حيث أصبحت القوات اللبنانية ورئيسها سمير جعجع محطة رئيسية في أي اتفاق رئاسي، فضّل العماد عون طريق "اليرزة - الرياض - بعبدا". اختيار هذا الطريق يُظهر إدراك عون لواقع القوة الإقليمية الحالية. فهو يعوّل على الدعم السعودي لإقناع جعجع بتبني ترشيحه، خاصة أن المملكة تملك قدرة التأثير على قرار معراب، وهو ما يمكن أن يؤمن النصاب اللازم لجلسة الانتخاب.
زيارة قائد الجيش إلى السعودية لا تبدو خطوة معزولة. فالرياض تسعى لتعزيز موقعها في لبنان من خلال تحركات مدروسة تهدف إلى السيطرة على مفاصل القرار السياسي. انتخاب عون، في حال تم، لن يكون مجرد انتصار سعودي في الملف الرئاسي، بل سيمهد الطريق لترشيح شخصية مقربة من المملكة لرئاسة الحكومة، مما يعزز النفوذ السعودي في لبنان بشكل شامل.
يبدو أن العماد عون يدرك تمامًا أن المفتاح للوصول إلى بعبدا لا يمر فقط عبر التحالفات المحلية، بل يعتمد بشكل كبير على الدعم الإقليمي، وخاصة السعودي. في ظل غياب استراتيجية واضحة للحوار مع معراب، يعوّل قائد الجيش على ثقل الرياض ودورها القيادي في إقناع جعجع بدعم ترشيحه، ما يضمن تأمين النصاب والانتخاب في الجلسة المقبلة.
ما يلفت النظر أيضًا في هذه الزيارة، الصورة التي جمعت قائد الجيش اللبناني مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، والتي ذكّرت الكثيرين بالصورة الشهيرة التي جمعت قائد الجيش السابق ميشال سليمان والرئيس المصري الراحل حسني مبارك قبيل انتخابه رئيسًا للجمهورية. هذا الربط يعكس دلالات قوية، حيث يتم تصوير العماد عون كمرشح مدعوم إقليميًا لتحقيق الاستقرار السياسي في لبنان، كما حدث في تجارب سابقة.
زيارة العماد عون إلى الرياض تُعدّ جزءًا من مرحلة جديدة في توزيع النفوذ الإقليمي، حيث تسعى السعودية لتعزيز مواقعها في لبنان بالتوازي مع منافستها القوى الإخوانية المدعومة تركيًا وقطريًا في سوريا. هذه الديناميات ستحدد مستقبل لبنان وسوريا على حد سواء، في ظل صراع إقليمي يتسم بانتقال الصراع من الخطوط الطائفية إلى خطوط النفوذ السياسي والجغرافي.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا