ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين، أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة بشأن مصير الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة "حماس" في قطاع غزة.

وأضافت الصحيفة أن احتمالات التوصل إلى صفقة تبادل أسرى قبل انتهاء ولاية الرئيس الأميركي جو بايدن باتت منخفضة، حيث تدرس إسرائيل إبرام صفقة جزئية بدلاً من اتفاق شامل.

وبحسب التقرير، فإن مسؤولًا إسرائيليًا رفيع المستوى صرّح للصحيفة أن التقديرات تشير إلى وجود نحو 50 أسيرًا حيًا لدى "حماس"، ما يجعل الوضع معقدًا.

ولفت المسؤول إلى أن الحكومة الإسرائيلية تتوقع اتخاذ قرارات مصيرية خلال الأيام المقبلة، لكنه أكد أن هناك عوائق كبيرة تحول دون التوصل إلى اتفاق كامل وشامل في هذه المرحلة.

أوضحت الصحيفة أن هناك نقاشات داخل الدوائر الحكومية الإسرائيلية حول المضي نحو صفقة جزئية تشمل إطلاق سراح بعض الأسرى مقابل معلومات أو ضمانات، بدلاً من صفقة شاملة تشمل إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين.

,لا تزال المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس جارية في العاصمة القطرية الدوحة، وسط تباين في المواقف وتحديات على المستويين السياسي والميداني. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الوفد الإسرائيلي المفاوض ما زال يواصل محادثاته في قطر، حيث تسعى الحكومة الإسرائيلية للحصول على توافق داخلي لإتمام الصفقة.

ذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أجرى سلسلة من الحسابات السياسية لضمان تأييد الائتلاف الحكومي للصفقة. وأوضحت الصحيفة أن نتنياهو يعتمد على استمرارية ائتلافه، رغم المعارضة المتوقعة من وزراء الصهيونية الدينية، لكنه يجد صعوبة في السيطرة على وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الذي يعارض تقديم تنازلات كبيرة.

وأشارت القناة الـ14 الإسرائيلية إلى احتمالية التوصل إلى صفقة خلال الأسابيع المقبلة، لكنها أكدت أن تنفيذها قد يتم على مراحل، وربطتها بانتهاء العمليات العسكرية الحالية في غزة.

وفقًا لتقارير إعلامية إسرائيلية، فإن هناك تقدمًا في المفاوضات غير المباشرة، حيث أشارت قناة "كان 11" إلى وجود تحركات إيجابية، لكن لم يتم الاتفاق على النقاط الأساسية بعد، مثل عدد الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم وآلية تنفيذ الصفقة.

ونقلت القناة الـ13 أن إسرائيل تطالب حركة "حماس" بتقديم قائمة بأسماء الأسرى الأحياء لديها كشرط أساسي لاستئناف المفاوضات.

من جهتها، أعلنت "حماس" في بيان مشترك مع "الجهاد الإسلامي" و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" عقب اجتماع في القاهرة أن التوصل إلى اتفاق بات أقرب من أي وقت مضى إذا توقفت إسرائيل عن وضع اشتراطات جديدة.

وأكد البيان أن الفصائل الفلسطينية تعمل على تنسيق الجهود والتواصل المشترك لمتابعة تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة، وضمان تقدم المفاوضات نحو وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى.

وفي سياق متصل، أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأن الجيش أبلغ المستوى السياسي في تل أبيب بأنه استكمل مهمته الأساسية في قطاع غزة، معربًا عن استعداده للانسحاب التدريجي إذا تم الاتفاق على صفقة. لكن القناة حذرت من المخاطر المترتبة على بقاء القوات الإسرائيلية في القطاع، حيث ستظل عرضة لهجمات المقاتلين الفلسطينيين.

تأتي هذه التطورات بعد أن أجرى الطرفان جولات متعددة من المحادثات غير المباشرة في الدوحة والقاهرة بوساطة مصرية وقطرية. ووفقًا لتقارير فلسطينية وإسرائيلية، فإن الصفقة المحتملة تشمل وقفًا تدريجيًا للحرب في غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين، وإعادة إعمار القطاع، وعودة النازحين.