صرح مدير مركز "القدس" للدراسات، عريب الرنتاوي، أن إسرائيل لا تولي اهتمامًا لدعوات سحب قواتها من الأراضي السورية التي احتلتها مؤخرًا، مؤكداً أن تأثير الأطراف الدولية على السياسات الإسرائيلية يبدو محدودًا.

وأوضح الرنتاوي في تصريحات له لإذاعة "سبوتنيك"، اليوم الجمعة، أن "إسرائيل تعمل وفق حسابات أمنية واستراتيجية تتوافق مع مصالحها، ولا أحد بمقدوره التأثير على قراراتها في هذا السياق، كما كان الحال منذ الحرب على قطاع غزة ولبنان".

وأشار الرنتاوي إلى أن "الطرف الوحيد الذي يمتلك القدرة على التأثير الفعلي على القرار الإسرائيلي هو الولايات المتحدة الأميركية، التي تتدخل في الحسابات الإسرائيلية على جميع الأصعدة، سواء الأمنية أو الاستراتيجية أو السياسية الداخلية".

ولفت إلى أن "إسرائيل حصلت على الضوء الأخضر من واشنطن، حيث صدرت تصريحات أميركية تدعم الحاجة الإسرائيلية لتأمين حدودها، وهو الشعار الذي تعمل تحته إسرائيل للتوغل في جميع الاتجاهات، وهو مشهد يتكرر في سوريا كما حدث في غزة ولبنان".

وأضاف الرنتاوي أن "إسرائيل تستفيد من الأحداث في سوريا"، مشيرًا إلى أن "سقوط النظام السوري لا يعني بالضرورة أن المستقبل سيكون أفضل، إذ أن إسرائيل تخلصت من نظام كان يعارض مشاريعها في المنطقة". واعتبر أن "إسرائيل تخطط للبقاء الدائم في سوريا، فكل شيء مؤقت عند إسرائيل يصبح دائمًا ما لم تضغط عليها الظروف لتغيير ذلك". وأوضح أن "إسرائيل، إذا ترك لها الأمر، ستحول كل الترتيبات المؤقتة والاستثنائية إلى حقوق مكتسبة".

وفي سياق الأحداث الأخيرة في سوريا، لفت الرنتاوي إلى سيطرة مسلحين من "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقًا) في 8 كانون الأول الجاري على مبنى التلفزيون السوري الرسمي في دمشق، حيث أعلنوا سقوط حكومة الرئيس السابق بشار الأسد. وذكر أن المعارضة المسلحة قد كلفت محمد البشير بتشكيل حكومة مؤقتة لإدارة شؤون البلاد خلال الفترة الانتقالية حتى آذار 2025.

من جهة أخرى، أكدت وزارة الخارجية الروسية أن بشار الأسد قرر، بعد مفاوضات مع الأطراف المعنية، التخلي عن منصبه ومغادرة سوريا، حيث أصدر تعليماته بنقل السلطة بشكل سلمي. وأشارت المصادر الروسية إلى أن الأسد وعائلته قد وصلوا إلى موسكو، حيث منحوا حق اللجوء لأسباب إنسانية.