في عظته اليوم، وتماشياً مع ما جاء في رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس، تناول المطران عودة موضوع السلام الذي يعد أحد الركائز الأساسية في الإيمان المسيحي.

فقد تحدث عن السلام الذي يقدمه المسيح للإنسان، مؤكداً أنه ليس السلام الذي تحققه الحروب والسلطة، بل السلام الداخلي الذي ينبع من علاقة الإنسان بالله.

وقال: "إن التسلح بكلمة الله يعني العيش وفقًا لها. ليس المطلوب من المؤمن أن يردد كلمة الله فقط، بل أن يحيا بها، وأن تجعل هذه الكلمة تنطلق منه إلى الآخرين. لذلك، دعوتنا اليوم ليست إلى الحرب بل إلى عيش سلام المسيح، السلام الذي يدعونا للعيش في سلام مع الله ومع بعضنا البعض".

كما تحدث عودة عن الوضع في لبنان، قائلاً: "بعد أسوأ وأشرس حرب عاشها لبنان، والتي خلفت خسائر فادحة في الأرواح والأملاك، يصبو اللبنانيون اليوم إلى عيش سلام يعيد إليهم الطمأنينة والأمل في غد مشرق. اللبنانيون اليوم يضعون ثقتهم في دولتهم، آملين أن تبسط سلطتها على كامل أراضيها وتستعيد دورها في المنطقة".

وأضاف، "لبنان اليوم أمام فرصة تاريخية لإثبات قدرته على حكم نفسه وبسط نفوذه، وتقوية جيشه، وبناء مؤسساته، واحترام استقلالية قضائه. ولكن هذا لن يتحقق إلا بعد انتخاب رئيس جديد وتشكيل حكومة جديدة. ماذا ننتظر؟ لماذا هذا التأخير؟ يجب أن يتم انتخاب الرئيس اليوم قبل الغد، لأننا لا نملك رفاهية الوقت لإنقاذ بلدنا وحمايته في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها منطقتنا".

وختم المطران عودة قائلاً: "الله هو المحبة، وهو يدعو الجميع إلى محبة الآخر مهما كان. دعونا نعيش مع بعضنا بسلام واحترام، لتنسجم حياتنا كما قال بولس الرسول: "فينسق البنيان كله وينمو هيكلاً مقدسًا للرب".