في وقت تواصل فيه الولايات المتحدة مساعيها الحثيثة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، كشفت مصادر مطلعة أن تل أبيب حاولت استغلال علاقات إيلون ماسك مع شخصيات بارزة في السياسة الأميركية، وعلى رأسهم الرئيس المنتخب دونالد ترامب، للمساهمة في تسريع جهود الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.

وفقا لمصادر مقربة من الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتزوغ، فقد أجرى الأخير في الأيام القليلة الماضية اتصالاً هاتفيًا مع ماسك، وذلك بناءً على طلب من عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة. ويأمل هؤلاء أن يتمكن ماسك، الذي يرتبط بعلاقة قوية مع ترامب، من الضغط على الأطراف المعنية لتحقيق صفقة تبادل الأسرى.

المصادر أوضحت أن الاتصال جاء في سياق المساعي المستمرة من قبل تل أبيب لضمان الإفراج عن ما يقارب 100 إسرائيلي لا يزالون محتجزين في غزة منذ السابع من تشرين الاول من العام الماضي.

وكان الرئيس هرتزوغ قد التقى في وقت سابق مع عائلات الأسرى، حيث تم بحث إمكانية الضغط على ترامب لتوظيف علاقاته مع ماسك لفتح قنوات تواصل مع حماس وتسهيل إتمام الصفقة.

بحسب المصادر، فإن إيلون ماسك أصبح أحد أقرب المقربين لترامب، ما جعله شخصية محورية في التأثير على السياسات الأميركية في الشرق الأوسط.

وفي ظل تأكيدات من مستشار ترامب لشؤون الشرق الأوسط، مسعد بولس، حول أولوية الإدارة الأميركية المقبلة في الإفراج الفوري عن الأسرى، يعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن دور ماسك قد يكون حاسماً في إتمام الصفقة. وقد عبّرت عائلات الأسرى عن أملها في أن يساعد ماسك في تسهيل الضغط على مختلف الأطراف بما يشمل حركة حماس ووسيطين آخرين مثل قطر ومصر.

من جهة أخرى، ألمح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى أن بقاء الأسرى في غزة حتى موعد تنصيبه في 20 كانون الثاني المقبل قد يؤدي إلى تصعيد خطير في المنطقة، حيث قال إن "الشرق الأوسط سيواجه جحيمًا إذا لم يتم إطلاق سراح الأسرى قبل ذلك التاريخ".

في موازاة هذه التحركات الأميركية والإسرائيلية، واصل الوسيطان القطري والمصري الدفع نحو استئناف المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس بهدف الوصول إلى اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة. وقد أبدت حماس في وقت سابق استعدادها للمضي قدما في هذا المسار بشرط أن تشمل الصفقة إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية.

وعلى الرغم من التقدم النسبي في هذه المفاوضات، لا يزال مصير نحو 100 أسير إسرائيلي مجهولًا، وسط تقارير تشير إلى أن عددًا من هؤلاء الأسرى، لا يتجاوز 50 منهم على قيد الحياة، مما يزيد من تعقيد المسألة. وفي الوقت الذي تسعى فيه إسرائيل إلى الضغط لإنهاء ملف الأسرى، يترقب العالم نتائج هذه المفاوضات التي قد تشكل نقطة تحول هامة في الوضع الإنساني والسياسي في غزة والمنطقة.

منذ بداية الحرب في غزة في السابع من تشرين الاول 2023، احتجزت حركة حماس مئات من الإسرائيليين في القطاع، وأصبحت قضية الأسرى أحد الملفات الساخنة التي تحاول الأطراف الدولية التدخل فيها بشكل مكثف. في الوقت نفسه، تواجه إسرائيل ضغوطًا متزايدة لإتمام صفقة تبادل الأسرى، وهي القضية التي أصبحت أحد المحاور الرئيسية للمفاوضات المباشرة وغير المباشرة بين الأطراف المعنية، بما في ذلك الوساطة المصرية والقطرية.