"ليبانون ديبايت"

على وقع اقتراب توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله والعدو الإسرائيلي، تصاعدت حدة القلق بين اللبنانيين بسبب سلسلة من الاتصالات المشبوهة التي استهدفت العديد من المناطق اللبنانية، وخصوصاً العاصمة بيروت.

وفي منطقة برج أبي حيدر، القريبة من موقع المجزرة التي نفذها العدو الإسرائيلي في البسطة، شهدت الليلة الماضية حالة استثنائية من الفوضى والذعر. فقد تلقى سكان أحد المباني القريبة من سوبرماركت الزعتري اتصالات أثارت مخاوف من استهداف وشيك، ما أدى إلى إرباك واسع النطاق.

ومع تزايد الاستهدافات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية وانتشار تسريبات حول احتمال تنفيذ العدو ضربات إضافية على بيروت قبل إعلان وقف إطلاق النار، أُطلق النار في المنطقة كإجراء احترازي لتحذير السكان من خطر محتمل وحثهم على إخلاء المباني.

هذا التطور تسبب بحالة من الفوضى في الشوارع، حيث تكدست السيارات بالمواطنين المذعورين، مما أدى إلى وقوع مشادات كلامية بين العالقين نتيجة الزحام والخوف المستشري.

ورغم طمأنة المصادر الأمنية بأن هذه الاتصالات المشبوهة غير صحيحة في معظمها، دعت هذه الأجهزة المواطنين إلى الإبلاغ عن أي اتصال غريب فوراً للتحقق من مصداقيته، مشددة على أهمية التعامل مع هذه البلاغات بحذر.

في هذا السياق، أكد وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال، جوني القرم، أن موضوع الاتصالات المشبوهة هو شأن أمني بامتياز وتتعامل معه الجهات المختصة مباشرة. وأوضح أن الوزارة تعمل على تقديم الدعم اللازم للأجهزة الأمنية عبر تزويدها بالمعلومات المتاحة لديها، مشيراً إلى أن التحقيقات الأولية أفادت بأن معظم هذه الاتصالات تهدف لإثارة البلبلة بين المواطنين.

وفي حديث إلى "ليبانون ديبايت"، شدد على أنه رغم تأكيد الجهات الأمنية أن غالبية هذه الاتصالات غير صحيحة، لا يمكن استبعاد احتمال وجود اتصالات جدية تحتاج إلى تحقيق دقيق، خصوصاً في ظل الأوضاع الأمنية الحساسة. ودعا المواطنين إلى التحلي بالهدوء وعدم الانسياق خلف الإشاعات، مع أهمية إبلاغ الجهات المعنية فوراً في حال الاشتباه بأي اتصال مريب.