قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن حزب الله قد صعّد عملياته العسكرية بشكل ملحوظ خلال الأيام الأخيرة، مع تنفيذ هجمات دقيقة ومتعددة على أهداف إسرائيلية حساسة، من أبرزها مقر وزارة الدفاع في قاعدة الكرياه جنوبي تل أبيب، وقاعدة "طيرة الكرمل" في حيفا.

وأضاف الدويري أن هذا التصعيد النوعي في العمليات قد ألحق أضرارًا كبيرة بالقوات الإسرائيلية، مما دفع أكثر من مليون إسرائيلي إلى الاستعداد للدخول إلى الملاجئ يوميًا، وسط حالة من التأهب القصوى في صفوف الجيش الاسرائيلي.

وأشار الدويري إلى أن العمليات العسكرية الأخيرة لحزب الله تختلف من حيث نوعية الصواريخ المستعملة والأهداف التي تم استهدافها، ما يثبت تطور القدرات العسكرية للحزب وقدرته على تهديد العمق الإسرائيلي بشكل أكبر من أي وقت مضى.

وتابع أن هذه الهجمات تأتي في سياق محاولات حزب الله لردع تقدم الجيش الإسرائيلي في لبنان، خاصة بعد الخرق الذي حققته في المحور الجنوبي للمواجهات.

وعن الهجوم الإسرائيلي الثاني في لبنان، أوضح الدويري أن الجيش الاسرائيلي دمج القوات التي كانت تعمل في مراحل سابقة من الهجوم لتشكيل قوتين مدرعتين وفريق كوماندوز، ليبدأ الهجوم من ثلاثة محاور رئيسية.

وفي حين بدأت العملية من المحور الأوسط، اضطر الجيش الإسرائيلي إلى الدفع بمزيد من القوات عبر المحاور الجانبية لتوسيع نطاق الهجوم، والتركيز على مناطق "مارون الراس" و"بنت جبيل".

وفي سياق الحديث عن تقدم الجيش الإسرائيلي في الأراضي اللبنانية، أكد الدويري أنه قد تمكن من اختراق منطقة "شيحين-طير حرفا" لنحو 4 كيلومترات، مستفيدًا من التضاريس الجغرافية التي تتيح له تحريك آلياته العسكرية بشكل أسهل. ورغم أن هذه المنطقة تُعد جبهة مساندة وليست أساسية، فإن السيطرة عليها تمنح الجيش الإسرائيلي فرصة للسيطرة على الشريط الساحلي اللبناني وفتح الطريق أمام عمليات هجومية أخرى.

من جهته، رد حزب الله على هذه التحركات الإسرائيلية بضربات مكثفة داخل الأراضي الإسرائيلية. حيث استهدف الحزب عددًا من المواقع العسكرية الاستراتيجية في الأراضي المحتلة، بالإضافة إلى إحباط محاولات التوغل الإسرائيلية في مناطق عدة على الحدود اللبنانية، من بينها كفر كلا والطلوسة ومناطق أخرى شمالًا.

وفيما يتعلق بمحاور القتال، أفاد حزب الله أنه تمكن من التصدي لمحاولات التوغل الإسرائيلية على جبهات مارون الراس وشيحين-طير حرفا، مشيرًا إلى أنه حقق نجاحات كبيرة في صد الهجمات الإسرائيلية، وبذلك أسهم في زيادة التوترات في المنطقة التي باتت تشهد صراعًا متصاعدًا على عدة جبهات.