Beirut
23°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
خاص
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
الدور على تل أبيب
عبدالله قمح
|
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
الجمعة
15
تشرين الثاني
2024
-
7:23
"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح
تمضي المقاومة في نشاطٍ عسكري تصاعدي. في الموازاة جدّد العدو الإسرائيلي تركيزه على قصف الضاحية الجنوبية لبيروت بشكلٍ دائم ومستمر خلال الأيام الماضية، بل وتحوّل إلى مسارٍ يوصل الليل بالنهار قصفاً وتدميراً، ما يوحي بأن أداءها نابع من تأثير عنصرين مركزيين: تصاعد عمليات "حزب الله" العسكرية من جهة، والتعبير عن إعلانه انطلاق المرحلة الثانية من العمليات العسكرية من جهة أخرى.
بالنسبة إلى المقاومة، تقوم هذه الأخيرة بتنويع أِهدافها وتتدرج على سلم تسديد الضربات الميدانية، سواء عند الحافة الأمامية للجبهة أي عند مواضع الإشتباكات، أو نحو العمق الإسرائيلي. وبعدما نجحت المقاومة بإيجاد ثغرات تمكنت بواسطتها من تأمين انتظام تمرير إحتياجاتها العسكرية واللوجستية تجاه الحافة بما في ذلك المقاتلين والأعتدة والذخائر، قرّرت الإنتقال إلى الشروع في توسيع مدى القصف ليشمل مدينة تل أبيب ووسطها من ضمن استراتيجية الإطلاق المكثّفة للصواريخ المعتمدة من جانبها بما يشمل إدخال وتوظيف صنوف وطرازات جديدة منها لم تستخدم من قبل، كالصواريخ الذكية وشبه الذكية والصواريخ البالستية متوسطة المدى شديدة الفعالية.
وفُهم أن هذا التدرّج على السلم يرمي إلى الإنتقال بأسلوب الدمار والتدمير من كريات شمونة إلى تل أبيب بعدما أوشك الحزب على جعل مدينة حيفا نسخة لا تختلف كثيرة عن كريات شمونة من حيث الدمار الذي لحق بها، بما يعني أن الهدف الموضعي الحالي من وراء الإطلاقات بالنسبة إلى المقاومة، هو جعل تل أبيب نسخةً منقحة عن حيفا وإن آثر الإعلام عدم نشر حجم الدمار فيها.
التدرج في الأداء العسكري يمكن وصفه بأنه نوع من إجراء هندسة على القواعد العسكرية الحاكمة للمشهد الميداني. فإمطار تل أبيب بالصواريخ بشكلٍ يوحي بقدرة المقاومة على الأهلية المنطقية لإجراء تعديلات عميقة على فكرة موازين الردع بعد تلقيها ضربة قوية باغتيال السيد حسن نصرالله وتحييد موضوع قصف تل أبيب في بداية الحرب كعنصر ضاغط، بما يعني أن مشروع المقاومة أصبح حالياً، في جزء منه، إعادة صياغة معادلة "الضاحية مقابل تل أبيب". وليس من المفترض أن تأتي إعادة الصياغة مقرونةً بإلحاق معدل الأذى نفسه الذي تتعرض له الضاحية الجنوبية لناحية الدمار، إنما يكفي الآن تعريض وسط مدينة تل أبيب حيث المنشآت الحيوية والإدارة للجيش وليس ضاحيتها الجنوبية المتمثلة بقاعدة "غليلوت" حيث مواقع الإستخبارات والوحدة 8200 بدافع توفير مساحة حقيقية لتطبيق "نظرية إيلام العدو" التي سبق وأطلقها الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، من جانب، وإبراز قدرة الحزب على الوصول إلى قلب تل أبيب، بما يُكرّس فشل عمليات العدو في تدمير بنيته العسكرية، من جانب آخر.
ومن دون أدنى شك، لدى المقاومة مصلحة الآن في تظهير قدرتها على الإستمرار في المعركة، علماً أنه سبق لها أن عبّرت عن استعدادتها في الميدان الحربي حيث تدور الإشتباكات. وتبدي المقاومة، سواء عبر التصريحات أو من خلال المنسوب الميداني، أنها تنتظر حلول موسم الشتاء لنقل المعركة الميدانية إلى أسلوب آخر، والإستثمار في المزيد من تأمين الأوراق الصالحة للتفاوض بالنسبة للمفاوض الرسمي اللبناني.
محاور قتال جديدة
بالموازاة، إفتتح العدو خلال الأيام الماضية محاور تقدم جديدة نحو ما يصطلح تسميته قرى المستوى الثاني أي تلك الواقعة خلف قرى الحافة الأمامية. وقدرت المعلومات الخالصة نطاق عمليات العدو الحالية بـ3 محاور تقدم تتخذ شكل مناطق العمليات أكثر من كونها منطلقات للتقدم، وتتوزع على 3 تقاسيم جغرافية للجنوب.
محور أول، في القطاع الغربي يرتكز عند محاور شمع – طيرحرفا فيما الثاني نشط بإتجاه القوزح – بيت ليف ويشمل قصفاً عنيفاً تتعرض له قرى القطاع الغربي تحديداً الناقورة.
محور ثانٍ، مرتكز في القطاع الشرقي باتجاه حولا منطلقاً من موقع العباد شرقي البلدة ويقصد به التقدم تجاه قرى المستوى الثاني أي طلوسة وبني حيان نزولاً صوب وادي الحجير.
محور ثالث، ينشط في القطاع الأوسط يتمركز عند مثلث التحرير عيترون – عيناتا – بنت جبيل ويهدف إلى التقدم صوب المدينة وبلوغ محيطها. وقد شهد هذا المحور تركيزاً إسرائيلياً وآخر من جانب المقاومة، حيث حققت الأخيرة ضربات نوعية في القوّات الراجلة المتقدمة.
ويبدو أن المقاومة ما تزال تتعامل وفق الأدبيات نفسها التي أرستها منذ بداية جولات القتال البري مع العدو قبل حوالي 45 يوماً، أي أنها تقوم باستدراج العدو إلى محاور قتال من تنظيمها، تتموضع في داخل أو محيط القرى، حيث أنشأت هناك كمائن وأفخاخ وخطوط اشتباك ودفاع بين المنازل، لتدفع العدو باتجاه الإشتباك في مواقع غير مكشوفة مما يعزز مبدأ المناورة. بالنسبة إلى العدو، سبق له أن اعتمد أدبيات غير مسبوقة في أدائه العسكري الحربي الكلاسيكي، حيث لجأ إلى خدمات مجموعات تقدم من قوات النخبة (إيغوز أو غولاني) وفق قواعد العمليات الخاصة، بحيث كان يدخل لينجز عملاً عسكرياً ما عند الحافة ومن ثم يتراجع. الموضوع يختلف الآن بالنسبة للمرحلة الثانية، حيث عليه قطع مسافة طويلة وفق المنطوق العسكري تقدر بأكثر من 3 كيلومتر نحو العمق لبلوغ حدود قرى المستوى الثاني. وبالتالي يصبح مجبوراً على إجراء تعديلات على خططه بحيث يصبح لزاماً عليه إستخدام سلاح المدرعات على نحوٍ واسع لبلوغ نقاط الإلتحام خلال وقت قصيرة، ما يمثل عنصر تفوّق بالنسبة للمقاومة.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا