Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
خاص
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
سقوط محاولة أميركية - إسرائيلية لفرض احتلال "قانوني" على لبنان
عبدالله قمح
|
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
الجمعة
01
تشرين الثاني
2024
-
7:00
"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح
لا يريد بنيامين نتنياهو وقف عدوانه على لبنان، ولو أراد فلن يقبل على منح هذه الورقة إلى رئيس (أو إدارة) أميركية منتهية ولايتها. لذلك لم تسفر زيارة المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين إلى تل أبيب أمس، ولقائه مع رئيس وزراء العدو عن شيء أو تطور يذكر، إنما انتهت بقرار من الأخير مغادرة المنطقة نهائياً.
هذا يعني أن لا زيارة قريبة أو محتملة لهوكشتين إلى بيروت، على الأقل حتى يتبيّن أبيض الإنتخابات الأميركية من أسودها. وفي السياق تؤكد مصادر "ليبانون ديبايت" أن ما وصل إلى بيروت بشكل غير رسمي (أي عبر التسريبات الإعلامية) حول ما سمّي "مسودة اتفاق بين لبنان وإسرائيل"، لم يكن من النوع الذي يمكن أن تقبله بيروت إطلاقاً، وليس قريباً مما جرى التفاهم حوله مع الرئيس نبيه بري أو يشبه ما أودعه "أبو مصطفى" للمبعوث الأميركي أثناء زيارته، إنما كان أقرب حدّ التطابق مع الورقة الإسرائيلية التي تمّ تسريبها عبر موقع "أكسيوس" الأميركي قبل زيارة هوكشتين الأخيرة بيوم واحد، ما معناه في بيروت أن العدو يفتش عن استمرار الحرب على لبنان وفق صيغة قانونية (وهو ما تعبّر عنه المسودة بشكل صريح) تعطي الحق لدولة الإحتلال التدخل في لبنان متى شاءت مع ما يرافق ذلك من منحها حق التدخل عسكرياً وشنّ الهجمات وقصف الأهداف وتوفير إطباق إستخباراتي دائم ومستمر ومن دون أي قيود تذكر ومن خارج أي قدرة للبنان على الإعتراض.
ما يعنيه ذلك، أن الولايات المتحدة التي صاغت الورقة كترجمة حرفية لما وردها من تل أبيب والمعبّر عنه من خلال الورقة التي كشف عنها "أكسيوس"، أخذت بالمصالح الإسرائيلية أكثر من تلك اللبنانية بمسافات شاسعة، واعتبرت أن لبنان والمقاومة فيه منهارون ويصلح تمرير "صك استسلام" عليهم في أثناء الحرب وهو ما يخالف جميع الوقائع الميدانية.
هذا يعني أن هوكشتين عملياً، إستهلك "الفرصة الأخيرة" التي اعتبرها رئيس مجلس النواب نبيه بري مقياس حركته. للمعلومات، فإن بري بدا خلال المرحلة الماضية بل وحتى أكثر من ذي قبل مقتنع تماماً بأن هوكشتين عاجز عن إقناع الدولة اللبنانية بشروط العدو (أو قدرته على إقناع العدو بشروط الدولة اللبنانية) ولا يستطيع الخروج ممّا يشترطه العدو لوقف الحرب. مع ذلك تعاطى بري مع المبعوث الأميركي بذكاء وحنكة. لم يرفض عروض الوساطة، إنما قبلها كي لا يسجل على لبنان أنه الطرف الذي أسقط وساطة وقف إطلاق النار بما لا يعطي المبرر لأي طرف للتصرف مع لبنان على هذا الأساس، فيما كانت عين بري على الميدان حيث يسجل "حزب الله" الضربات تلو الضربات بحق القوات الغازية، ويسجل اعتراضه على أي وثيقة أميركية لا تمنح حقاً كاملاً للبنان في أي صيغة لوقف إطلاق النار مع إبداء استعداده للإستمرار في المعركة مئتي سنة.
في الواقع ما أراد الأميركيون فعله ببساطة كان دفن القرار 1701 الذي وافقت الدولة اللبنانية على تطبيقه بما في ذلك الحزب، وأعلنوا عن قرارهم بشكل رسمي وقد جرى إبلاغ هوكشتين به، واستبداله بصيغة "مسودة اتفاق" يجري التوافق حولها ثنائياً بين لبنان وكيان العدو بوساطة الولايات المتحدة، ويتمّ في ما بعد إيداعها لدى الأمم المتحدة، على غرار ما حصل في اتفاقية الترسيم البحري سيئة الذكر المُبرمة عام 2022. وبالتالي يتمّ تجاوز مفاعيل القرار 1701 كلياً وينشأ عن ذلك واقع جديد أفرزه عدوان أيلول 2024 وليس حرب تموز 2006. وفي ما بعد يجري تثبيت هذا الإتفاق من خلال صيغة أمر واقع من خلال مجلس الأمن الدولي.
يقول مصدر سياسي لبناني كبير لـ"ليبانون ديبايت": "حاولت الولايات المتحدة جاهدة العمل على صيغة معينة لوقف إطلاق النار بين لبنان والعدو الإسرائيلي عبر مجلس الأمن تأتي بديلاً عن القرار 1701 أو أن تكون صيغة معدّلة منه (1701+) لكنها ببساطة لم تستطع نتيجة للتوازنات الحالية القائمة في مجلس الأمن، ولرغبة واشنطن في تكريس احتلال غير مباشر للبنان سواء عبر وجود قوات الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان أو نشر قوات متعددة الجنسيات على الحدود مع سوريا حيث تستقر القوات الروسية هناك. فكان من الطبيعي أن تمشي واشنطن إلى محاولة العمل على اتفاق ثنائي مع لبنان، رفضه هذه الأخير بتضافر الجهود بين المقاومة في الميدان والمفاوض في الدبلوماسية والسياسية" ليختم: "هذه ليست نهاية الحرب، مقبلون على جولة تصعيد، والقناعة في لبنان أن الحسم يكرّسه الميدان".
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا