نعت كلية الطب في جامعة القديس يوسف "USJ" البروفيسور فادي نصّر، رئيس قسم أمراض الدم والأورام في مستشفى أوتيل-ديو، في بيان مؤثر عبر صفحتها على "فيسبوك".

بألم لا يوصف وقلوب مثقلة، فقدنا رجلًا استثنائيًا ترك بصمة عميقة في حياتنا وفي قلوب كل أفراد المجتمع الطبي. كان البروفيسور نصّر ليس مجرد أخصائي أورام مخلص، بل كان منارةً للأمل لمرضاه، حتى في أصعب اللحظات التي شهدت تدهور صحته بسبب سرطان لا يرحم. ورغم معاناته، استمر في مد يد العون، مقدّمًا العلاج والأمل بحب وإصرار لا يعرفان الكلل.

لقد أظهر لنا كيف يمكن للحب أن يتغلب على الألم، وأهمية تكريس النفس للآخرين. كان تعاطفه وحنانه عميقين، وكان يشع نورًا في كل لمسة، كل نظرة، وكل ابتسامة قدمها لمن يعانون. لم يكن فقط طبيبًا، بل صديقًا وفياً، مرشدًا ملهمًا، ومعلمًا ينير دروب طلابه.

في خضم التحديات التي يواجهها لبنان، كان البروفيسور نصّر مدافعًا بلا هوادة عن حقوق مرضاه، ساعيًا لضمان وصولهم للعلاج الكيميائي. ومع أنه كان في صراع مع مرضه، لم يتراجع عن دوره الإنساني، مؤكداً أن الطب هو أكثر من مجرد مهنة؛ إنه رسالة حقيقية لخدمة المجتمع.

اليوم، نواجه فراغًا هائلًا، ولكن إرثه الثمين لا يزال يعيش في قلوبنا. ستبقى ابتسامته، المليئة بالحياة والأمل، محفورة في قلوبنا، تذكرنا كل يوم بأنه يجب علينا أن نعيش بشغف، ونخدم بحب، ونتابع دعوتنا بنفس الإخلاص الذي كان يحركه.

إلى زوجته نايلا، وأبنائه، وخاصة لويس الذي يسير على خطى والده، نقدم أحر التعازي. نعلم أنك ستواصل تكريم ذاكرة والدك بنفس اللطف والكفاءة.

لتنعم روحك، عزيزي فادي، بالسلام. نرجو أن نجد جميعًا القوة للاستمرار في إحياء إرثك من خلال أفعالنا كل يوم.