كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن تفاصيل دقيقة حول بداية الحرب المفتوحة في لبنان، مؤكدة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو من بادر بإشعال الصراع، وليس حزب الله. بحسب الصحيفة، "غدر" نتنياهو بحلفائه الأميركيين والفرنسيين، وأوهمهم بقبوله وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار، بينما كان يخطط لاغتيال الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، بهدف تصعيد الصراع وفتح جبهة حرب شاملة على لبنان، ما يمهد الطريق لحرب إقليمية في المنطقة.

في البداية، كانت الأمور تبدو وكأنها تسير نحو "إنفراجة" دبلوماسية تهدف إلى تجنب حرب مفتوحة بين إسرائيل وحزب الله. وقد صاغت الأمم المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة بيانًا يقترح وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار لمدة ثلاثة أسابيع. الهدف كان منع تحول النزاع المتصاعد إلى حرب شاملة قد تطال المنطقة بأسرها. وتم عرض هذا البيان على كل من إسرائيل وحزب الله للنظر فيه.

الصحيفة أوضحت أن المبعوث الأميركي الخاص، آموس هوكشتاين، أكد للأمم المتحدة ولبنان أن "إسرائيل مستعدة للموافقة" على البيان. كما أفاد مسؤول أميركي بأن السيد حسن نصرالله بعث برسالة عبر وسيط أعلن فيها دعم حزب الله لوقف إطلاق النار، شريطة أن يشمل تطبيق قراري مجلس الأمن المتعلقين بالنزاع في لبنان وغزة.

لكن بعد يومين فقط، وفي خطوة مفاجئة، صعد نتنياهو إلى منبر الأمم المتحدة وأعلن بوضوح أن "إسرائيل يجب أن تهزم حزب الله في لبنان". وبعد وقت قصير من خطابه، شنت الطائرات الإسرائيلية غارات مكثفة على الضاحية الجنوبية لبيروت، ما أسفر عن اغتيال السيد نصرالله وإفشال مبادرة وقف إطلاق النار.

ونقلت الصحيفة عن تسعة مسؤولين مطلعين أن مسار وقف إطلاق النار كان قد أحرز تقدمًا كبيرًا قبل أن يتمكن نتنياهو من إفساده باغتيال نصرالله. وبرغم جهود الأطراف الدولية، إلا أن إسرائيل دفعت باتجاه استمرار الحرب، مدمرة أي فرصة للسلام ومستغلة الوضع لتصعيد الصراع في المنطقة.