"ليبانون ديبايت"

بقلقٍ كبير يترقّب الشارع اللبناني ما ستحمله السيناريوهات المقبلة من تطوّرٍ دراماتيكي قد يصل إلى حدود الحرب الموسّعة، بنتيجة تحديد ساعة الصفر لردّ "حزب الله" المنتظر على إسرائيل، بعد استهداف الضاحية الجنوبية واغتيال القيادي في الحزب فؤاد شكر واستشهاد مدنيين.

إلاّ أن أستاذ القانون والسياسات الخارجية في باريس والمستشار القانوني في الإتحاد الأوروبي الدكتور محيي الدين شحيمي، يستبعد أي سيناريو يحاكي الحرب الكلاسيكية من بين كل السيناريوهات المتداولة، وإن كان يعترف بأن الأوضاع مقلقة جداً، نتيجة ارتفاع حدة قواعد الإشتباك، يعني التفلّت بالنسبة لنوعية المواقع المستهدفة والتوسّع الجغرافي لرقعتها.

ويكشف الدكتور شحيمي ل "ليبانون ديبايت"، بأنه، وعلى الرغم من الحشد العسكري الأميركي في المنطقة، وتلويح طهران بالردّ النوعي على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" اسماعيل هنية في قلب طهران، فإن قرار الحرب الإقليمية غير محسوم، وما من ضوء أخضر للحرب، حتى اللحظة، من أطراف الصراع الأصليين وهما الولايات المتحدة الأميركية وإيران.

وعليه، فإن واقع عدم اليقين في المرحلة الراهنة، هو المسيطر برأي شحيمي، ذلك أن الإحتمالات متعددة، علماً أن المعادلة الحالية التي تحكم الجبهة اللبنانية، هي غير مضمونة لجهة القواعد التي ترتكز عليها، ممّا يجعل من الإستقرار في أي من السيناريوهات المتداولة، أمراً نسبياً وشخصانياً.

وإزاء الحشود العسكرية الأميركية وحال الإستنفار الإسرائيلية على مدار الساعة، يكرِّر شحيمي، بأن كل ما يحدث يهدف إلى تحقيق أمرٍ واحد وهو "منع اندلاع الحرب"، وبمعنى أكثر دقة "تذويب الجبهات" في المنطقة، ومن دون أن يعني هذا الأمر بالضرورة أن منسوب الخطورة في المشهد العام، منخفض.

ويوضح شحيمي، أن المرحلة الحالية والتي يترقّب فيها الجميع الردّ المشترك من الحزب وإيران، وردّة الفعل الإسرائيلية، هي بالغة الدقة، وذلك من حيث "انتقائية الأهداف واختيار المواجهة من الناحية الجغرافية، وبعدما تقدمت نظرية تصفية قادة محور الممانعة، وعلى البارد، من قبل العدو الإسرائيلي"، مؤكداً أن "هذه هي الخطورة التي ترسم دلالات إستفهامية كثيرة عن تفوّق العدو الإسرائيلي في المواجهة".

ولا يُخفي شحيمي وجود عدة مواجهات وليست مواجهة واحدة، يتبدّل شكلها ويتحرك مقياس خطورتها بحسب الظروف. لكنه يستدرك مؤكداً في الوقت نفسه على عدم وجود مؤشرات حقيقية من حيث الجوهر، ولغاية اليوم، عن إمكانية شمولية الحرب وتذويب الساحات ضمن ساحة معركة واحدة.

غير أن ما تقدم، لا يلغي علامات الإستفهام العديدة المطروحة حول احتمالات تبدّل الظروف الحالية، برأي شحيمي، الذي يعود إلى القول بان "لا أحد يملك الجواب".