Beirut
26°
|
Homepage
حجم زوار لبنان يصدم إسرائيل... وهذا كان الردّ!
المصدر: ليبانون ديبايت | الاربعاء 26 حزيران 2024 - 7:04

"ليبانون ديبايت"

الحرب النفسية هي حرب قائمة بذاتها، وإن لم تستخدم فيها الأسلحة والذخائر، وقديماً كان هذا النوع من الحروب متلازماً مع الحرب العسكرية، أي أنّه يسبقها ويمهّد لها ويستمرّ بعدها أحياناً. وفي ما يتعلق بوضعنا في لبنان، يقول المحلِّل والإستشاري في ديمومة الإعلام داوود ابراهيم، إنه من المعروف أن "حزب الله"، أجاد توظيف الحرب النفسية لصالحه طويلاً، منذ بدء تصوير العمليات التي كانت تنفّذها "المقاومة" ضد مواقع الإحتلال الإسرائيلي في لبنان، وهي التي أدّت في نهاية المطاف إلى تشكيل عامل ضغط على القيادة الإسرائيلية، فكان الإنسحاب في العام 2000، ومن دون مفاوضات.

وفي حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت"، يتوجه المحلّل ابراهيم، ولمن لا يعرف، أن "إسرائيل وبالتعاون مع اللوبي الصهيوني في أميركا، عملت جاهدة لكي تصنّف قناة المنار على أنّها منظمة إرهابية، وهذا إن دلّ على شيء، فيدلّ على حجم دور هذه القناة وتأثير ما تنشره على الرأي العام اللبناني والإسرائيلي بالدرجة الأولى، كما يضع الكثيرون إطلالات أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله وتوقيتها ورسائلها ضمن إطار الحرب النفسية، ويمكن تلمّس ذلك من خلال مخاطبة نصرالله للإسرائيليين بشكل مباشر ودفعهم إلى التشكيك بقياداتهم، وأبسط دليل على هذا الأمر مسارعة المؤسسات الإعلامية في كيان الإحتلال إلى تخصيص لقاءات على الهواء مباشرة لتحليل خطاباته والتعليق عليها".


أمّا حول نجاح إسرائيل في هذه الجولة من الحرب النفسية، فيؤكد ابراهيم، أنه "لا يبدو حتى اللحظة أنّها حقّقت غايتها، ولا بدّ من رصد حجم تراجع الإقبال على السفر إلى لبنان خلال الأيام المقبلة، فإسرائيل هالها أن ترى أعداد زوار لبنان هذا الصيف مقارنة بأعداد المغادرين من مطاراتها، فموجة الإشاعات التي أغرقت بها مواقع التواصل الإجتماعي قبل تقرير "التليغراف" عن مطار بيروت، خصوصاً لجهة استدعاء العديد من الدول لسفرائها، يؤكد أن إسرائيل تعمل بكامل طاقتها وقدراتها للتأثير على معنويات اللبنانيين ولتعميق الإنقسامات المحلية وتزكية الخلافات".

أما على صعيد الواقع الميداني، فيعتبر ابراهيم، أنه "ليس بالضرورة وجود تلازم بين الحرب النفسية والحرب الميدانية، ولكن لا بد من التوقّف عند ما كان يحصل في غزة من تزامن بين نشر بعض الإعلام الغربي لأخبار عن تمركز حماس في بعض المستشفيات أو المدارس لاستهدافها لاحقاً بغارات وقصف بحجّة أنّ المقاومة تستخدمها، وهنا للأسف يظهر دور بعض وسائل الإعلام المتواطئة مع الإحتلال وشريكته في جرائمه بشكل أو بآخر والمروجة لمنطقه التبريري والتضليلي".

ومن هنا، ووفق ابراهيم ، فإن "البعض يرى أن التهديدات التي حملها آموس هوكستين إلى بيروت، إنما الغاية منها الضغط على لبنان وتخويفه من حجم ما ينتظره من دمار في حال توسّعت الحرب، وهذه التحذيرات على ما يبدو تأتي نتيجة عجز الإدارة الأميركية عن مواجهة بنيامين نتنياهو وجنوحه نحو التصعيد، و لذا، حاول هوكستين اللعب على وتر ردع لبنان. ولكن حزب الله عاجله بنشر فيديو الهدهد، الذي يدخل في إطار الحرب النفسية والتحذيرية المقابلة. وتأكيد على أن بنك الأهداف الموجود لدى المقاومة أكبر وأخطر وأغنى من ذاك الموجود لدى العدو الإسرائيلي، من دون إغفال وجود أنواع من الأسلحة لم تكشف المقاومة عنها بعد، ويتم تسريب أخبارها وقدراتها عبر الإعلام بين الحين والآخر ضمن استراتيجية متكاملة على صعيد الحرب النفسية".

ورداً على سؤال، حول ما إذا كانت التحذيرات الدولية من انفجار الوضع، تؤشِّر إلى تغيير وظيفة جبهة الجنوب من الإسناد إلى الحرب، يقول ابراهيم إن "التقديرات الغربية كلها ترجِّح وتدعو إلى عدم توسيع رقعة الحرب لاعتبارات مختلفة. فأوروبا من جهتها لا زالت تعاني من أزمة شحّ الوقود وارتفاع الأسعار بفعل الحرب الروسية ـ الأوكرانية، وهي تعاني حالياً بسبب ما يحصل في البحر الأحمر، بالتالي، فإن توسعة الحرب باتجاه لبنان يمكن أن يؤثر بالدرجة الأولى على موضوع إنتاج النفط المنتج وتصديرها من حقل كاريش وغيره. ولا يمكن في هذا المجال إغفال موضوع النازحين السوريين الذين، وفي حال اشتعلت الحرب، سيعودون إلى بلادهم، وهو ما لا ترغب به الدول الغربية، وإمّا سيركبون البحر باتجاه أوروبا وهو ما يخشاه الغرب كلّه أيضاً".

ومن ناحية الضغط الأميركي، يكشف ابراهيم أن "الجمود الذي سيحلّ بالبلاد مع اشتداد المعركة الإنتخابية الرئاسية، سيشكل عائقاً وتحدّياً في ما يتصل بإدارة المرحلة ومواجهة التحديات، فحرب على هذا المستوى في ظل الإنشغال الداخلي، مع كل ما تحمله من تأثيرات على توجه الناخبين بفعل نتائجها، مسألة في غاية التعقيد، كما أن الأميركي يخشى دخول إيران على خط المعارك بعدما حذّرت مراراً من أنها لن تتهاون ولن تسكت حين يتصل الأمر بفتح الحرب ضد حزب الله".

ولا يُخفي ابراهيم "أننا قد نكون أمام ضربات موجعة متبادلة أكثر مما سنكون أمام حرب شاملة على ما ترجِّح المعطيات المنطقية. ولكن هل من منطق في الحرب؟ وهل يمكن تصوّر بنيامين نتنياهو على أنّه رجل منطقي؟ المسألة كلها رهن خطوة خاطئة ناجمة عن سوء تقدير، أو انطلاقا من الإحساس بأنه لم يعد هناك من مخارج إلّا الحرب، وكلنا ننتظر".
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
أرفع قائد عسكري في حزب الله... معلومات عن "علي كركي" 9 الكشف عن تفاصيل العملية التي أدت إلى اغتيال نصرالله! 5 "صهر سليماني"... معلوماتٌ عن أبرز مرشح لـ"خلافة" نصر الله 1
فيديو يظهر "جواد نصرالله" من مكان استشهاد والده 10 بِكلمات مؤثرة... روني الفا يرثي "نصرالله": هل حقًا مُتَّ يا سيِّد؟ 6 بعد العدوان على الضاحية... هاشم صفي الدين بخير! 2
"مرحلة الغموض"... السيّد يتحدّث عن "مصير نصرالله" 11 إعلام غربي يكشف عن "سبب تصفية" نصرالله! 7 حول مصير نصرالله... تفاصيلٌ عن "قنابل الهجوم" 3
اغتيال السيد فتح أبواب جهنم.. ترقبوا الزلزال الكبير في الشرق الأوسط: انها النهاية! 12 "بعد نصرالله"... تساؤلات حول مصير ابنته زينب 8 بعد إعلان استشهاد نصر الله... إغتيالان جديدان في بيروت! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر