"ليبانون ديبايت" - المحرِّر السياسي

كان لافتا الحضور الخجول في استقبال قائد الجيش العماد جوزاف عون والبطريرك الماروني بشارة الراعي، في زيارتهما الى بلدتي رأس بعلبك والقاع لمناسبة افتتاح طرقات.

وعلم "ليبانون ديبايت" أن "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، اتفقا على التعميم على رؤساء بلديات محسوبين عليهم ضمن نطاق بعلبك – الهرمل، بتجنّب المشاركة في الجولة.
وفي حين فُهم أن خلفية قرار التيار نابعة من مقاطعة قائد الجيش، فإن الحزب حرص على التفسير أن خطوته لا تعكس موقفاً سلبياً من زيارة الراعي.

إلى ذلك، شكّلت الزيارة بحد ذاتها موضع استياء. فقائد الجيش الذي يُفترض أن يتولى شؤوناً عسكرية بحتة خاصة خلال هذه المرحلة، أخذ منذ مدة يتصرف على قاعدة أنه مرشّح رئاسي فعلاً، ممّا انعكس على حضوره في المؤسسة العسكرية وأثار حفيظة كثيرين، مع الإشارة إلى أن هذه التصرفات لا سيما تلك التي جعلته يتحول إلى وزيرٍ للأشغال العامة وليس قائداً للجيش تسبّبت له بانتقادات كثيرة. كما أنه قرر، وبدلاً من متابعة ما يجري في الجنوب حيث يُفترض أن دور الجيش مركزي وأساسي، بات يوجه اهتماماته صوب البقاع وبعلبك لمزيد من الإستثمار السياسي فيهما. من جهة ثانية نُظر إلى الإحاطة التي قدمها الراعي لعون، على أنها نوع من إعلان التبنّي الرسمي له أو أنه مرشّح بكركي للرئاسة. أضف إلى ذلك أن تواجد الراعي بحد ذاته، استغله قائد الجيش من أجل التسويق لنفسه على أنه مرشّح رئاسي مدعوم من الصرح البطريركي.

يُذكر أن عون انتقل إلى البقاع برفقة الراعي وبحضور ومشاركة وزير الشباب والرياضة جورج كلّاس، ونائب رئيس مؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية الوزيرة السابقة ليلى الصلح حمادة لافتتاح سلسلة طرقات: دير مار مارون (رأس بعلبك – القاع – قاموع الهرمل)، ماجد صبري حمادة (القاع)، المعلّقة – الفاكهة – رأس بعلبك، القاع – السمرمر، بحضور محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر وفاعليات المنطقة، وذلك ضمن سلسلة مبادرات تهدف إلى تسهيل وصول الأهالي إلى أراضيهم وحركة العسكريين والآليات العسكرية.

وقد زار العماد عون والبطريرك الراعي دير مار مارون ودير السيدة – رأس بعلبك وكنيسة مار الياس – القاع حيث كان الأهالي في استقبالهما، وزار عشيرة آل دندش، ثم تفقّد برفقة الوزيرة الصلح مستوصف رأس بعلبك.