"ليبانون ديبايت"

أثارت زيارة السفير السعودي وليد بخاري إلى بعبدا استياء سنّيّاً عارماً، وهو الذي يُعتبره السنّة مرجعيّتهم الأولى، تبيّن أن هذه الزيارة أتت بطلب من رئيس الجمهورية ميشال عون، مثلها مثل زيارة السفيرة الفرنسية آن غرييو إلى بعبدا.

ويبدو أن الرئيس عون يعمد إستخدام الإعلام لإظهار الدول "تغمر" بعبدا وقراراتها، لذلك كثُرت لقاءاته مع السفراء والديبلوماسيين في الآونة الأخيرة، بناءً على دعواته، وخاصة بعد تجدد الإشتباك السياسي مع بيت الوسط.

وأشارت أوساط مطلعة، في حديث عبر "ليبانون ديبايت"، إلى أن "زيارة بخاري إلى بعبدا، لم تأتِ برغبة منه، بل بطلب من الرئيس عون، الذي كان قد حاول منذ فترة عقد لقاء مع السفير بإطار غير رسمي، بعيداً عن الإعلام، إلّا أنّ الأخير رفض ذلك. فقرّر الرئيس استخدام صلاحياته وطلب عقد لقاء رسميّ".

ولفتت إلى أن "الرئيس عون شعر بالإحراج بعد التوتر الذي حصل بينه وبين الرئيس المكلّف سعد الحريري، لذلك قرّر استخدام صلاحياته بـ"طلب حضور" السفراء. ودبلوماسيّاً وبروتوكوليّاً، لا يستطيع أي سفير دولة أن يرفض طلب لقاء رئيس جمهورية".

وقالت الأوساط إنّ "الفرق بين لقاء الرئيس مع السفيرة الفرنسية، ولقائه مع السفير السعودي، أن السفيرة الفرنسيّة لم تُصدر أي تصريح، في حين أنّ السفير السعودي أصدر بياناً واضحاً وأساسيّاً، وما حصل يؤكد أن الحريري لا ينتظر رضى السعوديّة للتحرّك كما يُشاع، فالرئيس عون هو الذي أصرّ على لقاء السفير السعودي".

وتابعت: "سجّل السفير سلسلة مواقف كان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي قد أطلقها. كما تحدّث عن موضوع الطائف، حيثُ قال إن هذا الإتفاق هو المؤتمن على الوحدة الوطنية وعلى السلم الاهلي في لبنان، في حين أن الجميع يعلم أن بعبدا ضد الطائف، وتُحبّذ النظام الرئاسي، وحمّل الرئيس عون أكثر ممّا يستطيع أن يتحمّل بالمواضيع التي طرحها".

وأضافت الأوساط: "كما أصرّ بخاري أن يذكر في بيانه، أن زيارته إلى بعبدا حصلت بطلب من الرئيس عون، وشدّد على وجوب تأليف حكومة قادرة على تلبية ما يتطلع اليه الشعب اللبناني، لا مطالب رئيس حزب التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، ولفت بالسفير السعودي إلى أن الرئيس رحّب بمبادرة السعودية تجاه اليمن، ما لم يُذكر في بيان رئاسة الجمهورية، وهنا نسأل ماذا قيل في موضوع علاقة الرئيس عون بحزب الله؟".