Beirut
17°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
خاص
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
بيروت بين واشنطن وطهران
ايلي بدران
|
الجمعة
22
تشرين الثاني
2019
-
7:14
"ليبانون ديبايت" – ايلي بدران
إستيقظت صباحاً وفي نيتي التحضير للقاء مع رئيس مجلس الشيوخ (مايك بنس) لبحث مسألة التصويت على قرارات انوي التوقيع عليها مع دول في آسيا الوسطى لخنق التنين (الصين) وتضييق الحصار الاقتصادي عليه. فجأة رنّ جرس الهاتف في جناحي الرئاسي انها كيلي (كيلي مكناني سكرتيرة الرئيس الأميركي) تطلب مني الاطلاع على تقرير يبث على قناة "سي ان ان" عن الأصواع في لبنان.
مشهد إعتيادي لبلدان العالم الثالث، إعتصامات وحركات إحتجاجية ما ان تبدأ حتى يتم قمعها وتنتهي، التقرير كان غريباً في أحد نواحيه، ما ان انتهى حتى اتصلت بوزير الخارجية مايك بومبيو مستفسراً، لكنه لم يملك جواب، اتصلت بمساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الادنى دايفيد شنكر، لم يتلق اي تقرير، اتصلت بالسفيرة في بيروت اليزابيث ريتشارد التي لم تمتلك اي معلومات عن اندلاع تلك الثورة ومن خلفها، لكنها اقلقتني عندما قالت: "اطن ان لإيران دور باندلاع تلك الثورة" للامساك اكثر بالوضع اللبناني مع بدء الاحتجاجات في العراق، واتفقنا ان تجري اتصالات مع اصدقاء واشنطن في بيروت للمزيد من المعلومات.
بعد بضعِ ساعات وصل تقرير رسمي ان أياً من أجهزتنا الاستخبارية لا يمكن تحديد من يحرك تلك الثورة التي تجتاح لبنان من أقصى شماله إلى جنوبه، وسط تأكيدات أمنية ان الثورة وصلت إلى البيئة الشيعية الموالية لحزب الله في الجنوب، والجرأة وصلت بالثوار لرفع صوتهم بوجه اجهزة حزب الله مع الاشارة الى ان امين عام حزب الله حسن نصرالله سيتوجه الى الثوار بكلمة ستنقل عبر تلفزيون الحزب الرسمي.
بعد كلام نصرالله وتصويب أصابع الإتهام الى اجهزتنا بتحريك الشارع بوجهه، ومحاولة حصاره سياسيا، ومع تكاثر البرقيات الامنية التي تشرح اسباب الثورة والتي اجمع معظمها ان العقوبات الاقتصادية التي اقريناها سابقا لتجفيف منابع الارهاب احدى اسباب اندلاع الثورة. اتصلت هاتفيا بالدول المانحة لمؤتمر "سيدر" وطلبت منهم عدم ارسال اي مساعدات الى بيروت قبل استتباب الأمن وعودة الامور الى سياقها الطبيعي.
إنتهى السيناريو الافتراضي الأميركي.
كنت منهمكاً جداً في اعادة حشد الميليشيات الشيعية في العراق في محاولة لخفض التوتر وعزل المناطق التي تمردت على سلطتنا تمهيداً لقمع الثورة التي باتت تشكل خطراً كبيراً على نفوذ ايران في العراق. ومن الطبيعي ان العقوبات الإقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة الاميركية على الجمهورية الاسلامية في ايران انعكس سلبا على الميليشيات الشيعية الموالية لنا من افغانستان الى العراق ولبنان وصولا الى البحرين واليمن. الشح المالي ابعد الكثير من المجموعات العسكرية التي سبق ان دفعنا من اجلها المليارات لسنوات عديدة عن فلك الحرس الثوري الايراني الذي اديره شخصيا وباتت الامبراطورية الايرانية حلم بدأ يتلاشى ونحن احياء.
اتصال من ضاحية بيروت الجنوبية، قطع الشك باليقين، الشيطان الاكبر (اميركا) طوقنا بحيث باتت مجتمعاتنا العسكرية غريبة ضمن بيئتها الحاضنة.
إنتهى السيناريو الايراني الافتراضي.
بالعودة الى الواقع لو وقف رئيس الحكومة سعد الحريري في الأيام الأولى للثورة، وقال:" احترم إدارة الشعب واتقدم باستقالة الحكومة" ولو تلقف رئيس الجمهورية العماد عون الثورة وقال:" فشلنا بالإصلاح وهذا ذنبنا، والثورة تطلق شعار التغيير وهذا حقها"، وماذا لو السيد نصرالله في اطلالته الاولى وهو من اطلق شعار مكافحة الفساد شد على يد الثوار في مطالبهم وحضن الثورة والثوار ووافق على حكومة تكنوقراط.
بإختصار، رهان أحزاب السلطة على "تعب" الثوار وعودة الامور الى ما كانت عليه قبل 17 تشرين الاول فشل، ولا يحق لهم اليوم التهديد والتلويح بالتدخلات الاجنبية واجندات السفارات، بطبيعة الحال ستستغل الدول مجتمعة بالتكافل والتضامن الثورة لتصفية حساباتها خصوصا ان لبنان على باب قوسين او ادنى من الدخول الى عالم الدول النفطية، وموقع لبنان النفطي مهم في نظرة الدول الأجنبية من ناحية التموضع السياسي، زمن قيادة سيارة أميركية، والتهام البرغر والهوت دوغ، واقتناء التطورات الالكترونية، والهجرة الى الولايات المتحدة الأميركية، وتحصيل العلم في مدارس وجامعات أميركية ورفع شعار "الموت لأمريكا" لم يعد يجدي نفعاً.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا