Beirut
11°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
خاص
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
المشهد اللبناني مكتوب فرنسياً... ويُعلَن أميركياً
فادي عيد
|
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
السبت
22
آذار
2025
-
7:06
"ليبانون ديبايت" - فادي عيد
لبنان على موعدٍ جديد مع مبادرة فرنسية، هي بمثابة جرعة دعم قوية للعهد الذي يحمل مهمة استعادة الدولة واسترجاع مؤسساتها بعد عقود من غيابٍ ممزوج بالتعطيل والفراغ، سعت فرنسا على الدوام إلى تعبئته من خلال المبادرات الدائمة التي انخرط فيها موفدون رئاسيون وديبلوماسيون ووزراء خارجية، أبرزهم جان إيف لودريان، الذي يعود في الـ48 ساعة المقبلة إلى بيروت، للمباشرة في الإعداد لزيارة رئيس الجمهورية جوزف عون إلى فرنسا، ونقل أجواء الإليزيه وأفكارها في ما يتعلق بالعناوين اللبنانية الداخلية، كما "الحدودية" جنوباً وشرقاً، ولكن بشكل خاص داخلياً.
ومن أبرز هذه العناوين، التي يحدّدها مطلعون، تطبيق القرار 1701 وضمناً اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى الحرب الإسرائيلية على لبنان، لجهة استكمال الإنسحاب الإسرائيلي من النقاط الحدودية الخمس في الجنوب، بالتزامن مع تكثيف الجهود لإعادة الإعمار من خلال مؤتمر دعم لبنان يعدّ له ويرعاه الرئيس إيمانويل ماكرون بالتنسيق التام مع مجموعة أصدقاء لبنان.
وفي مسارٍ متوازٍ، وفي ضوء التطورات الدراماتيكية في الجوار اللبناني، فإن الإدارة الفرنسية تتطّلع أيضاً إلى تثبيت حضورها، بعد غيابٍ لسنوات، في سوريا كما في لبنان، إذ يعتبر المطلعون، أنه وعلى الرغم من أن التطورات الأخيرة على المسرح السوري قد باغتتها، إلاّ أن باريس تقاربها عبر خيار الدفع باتجاه الإنتقال السياسي السلس والسلمي، وعبر بناء علاقات مستندة على طبيعة الحكم الجديد، مع إبقاء العين على العلاقة بين بيروت ودمشق في المرحلة المقبلة، كما هي الحال بالنسبة للوقائع العسكرية على الحدود الجنوبية اللبنانية مع إسرائيل.
ومن هنا، فإن ما يحصل في لبنان، وبمعزلٍ عن الحضور الأميركي الطاغي، فإن المشهد مكتوب فرنسياً بالدرجة الأولى إنما تقوم الولايات المتحدة الأميركية بإعلانه، حيث يتحدث المطلعون عن تغليب الرؤية الفرنسية، وذلك منذ بدء البحث بوقف إطلاق النار في نيويورك على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة العام الماضي، ثم من خلال المساعدة على إنجاز الإنتخابات الرئاسية، وهي عملية لم تقتصر على الأفكار فقط، بل على خطوات عملية قطعت شوطاً متقدماً في بلورة المواقف السياسية اللبنانية، ولو أنها لم تلاقِ النجاح.
فالفكرة الفرنسية للبنان بعد الحرب، تتمّ مناقشتها مع أصدقاء لبنان ومن بينهم واشنطن التي تبدو في موقع المنافسة مع باريس على الساحة اللبنانية، إلاّ أن المطلعين يحصرون هذه المنافسة في عملية ترتيب الخطوات والأولويات لدى الإدارتين، خصوصاً وأن المدرسة الفرنسية لا تلتقي مع المدرسة الأميركية في الأسلوب، لكن حجر الأساس للمرحلة الجديدة يأتي من فكرة فرنسية مستندة إلى العلاقة السياسية بين لبنان وفرنسا التي تمتد إلى الكثير من المجالات.
وفي الواقع، فإن ما تملكه أميركا في السياسة الخارجية للمنطقة لا تملكه فرنسا، وما تستطيع أن تفرضه أميركا في السياسة لا تستطيع أن تفرضه فرنسا، إنما فرنسا تتفوّق على أميركا بمسألة واحدة وهي أنها تستطيع أن تتحدث وتفرض على الحلفاء والخصوم، ما لا تستطيع أن تفرضه أميركا، وذلك من خلال الوسطية الفرنسية والبراغماتية بالتعاطي مع إيران من جهة، وبالتواصل الموجود مع "حزب الله" من جهة أخرى، وبالتمايز الفرنسي عن المجتمع الدولي والمجتمع الأوروبي بالتعاطي مع الحزب وجناحه السياسي، وهذا ما تمتعض منه واشنطن لكنها تستفيد منه وتعتمد على الدور الفرنسي في لبنان، ما يعطي لفرنسا مكانة أساسية تجعل من باريس نقطة ارتكاز لأي حل يشكل أساساً لمرحلة جديدة.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا