التقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب، رئيس حركة "التغيير" إيلي محفوض، حيث جرى البحث في المستجدات السياسية على الساحتين اللبنانية والإقليمية.

واعتبر محفوض، في تصريح عقب اللقاء، أن "تلطيف وتجميل الورطة التي زجنا بها حزب الله لا يفيد"، مشيراً إلى أن "حزب الله تسبّب باستجلاب الاحتلال إلى لبنان".

وقال: "قبل قرار التورط غير المسؤول في حرب فلسطين، وقبل الانغماس في حرب دفاعاً عن بشار الأسد، كنا نعيش في أمان، وكانت علاقاتنا مع الخارج مستقرة"، مضيفاً أن "التدخلات الأمنية والتهريب والتخريب التي قام بها حزب الله في الدول العربية قد أدت إلى تدمير الوضع اللبناني".

ووجه محفوض انتقاده للأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، قائلاً: "أطلّ قاسم كالعادة بشعارات رنانة دمّرت الطائفة الشيعية أولاً"، مستغرباً كيف أن "قاسم اتهم وزير الخارجية اللبناني جو رجيّ بالعدو في الوقت الذي كنا نعتقد أن العدو هو وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر".

وتوجه إلى قاسم قائلاً: "يا شيخ نعيم، انت وميليشياتك أعدتم الاحتلال إلى الجنوب وتسببتم في الدمار، أنتم مصرون على تشويه صورة لبنان كون مشروعكم لا يتوافق مع الجمهورية اللبنانية. ولطالما أقررت بأنك مع الطائف وتقف خلف الدولة والجيش اللبناني، فأنت مطالب بحل جناحك العسكري والانتظام تحت سقف القانون".

وأشار إلى أن "حزب الله وجماعاته مصنفون كمنظمات خارجة عن القانون المحلي والدولي"، مستشهداً بتوصيف قانون العقوبات اللبناني الذي يصفهم بالعصابات المسلحة والجمعيات الأشرار. كما أعرب عن "تخوفه على لبنان"، مشيراً إلى أن "الأزمة تكمن في استمرار ميليشيا مسلحة عميلة لدولة أجنبية"، مشدداً على ضرورة "استعادة الدولة لسيطرتها على كل قطاعاتها".

وأضاف محفوض أن "حان الوقت لتحل الشرعية مكان اللاشرعية"، مطالباً الحكومة باتخاذ سلسلة من القرارات لاستعادة سيادة لبنان. وتضمنت هذه القرارات تعزيز القوة العسكرية عبر توفير رواتب لائقة للعسكريين، ونشر الوحدات العسكرية على الحدود، فضلاً عن ترانسفير السوريين غير الشرعيين في لبنان. كما شدد على ضرورة متابعة التحقيق في ملف تفجير مرفأ بيروت وتأمين الحماية للمحقق العدلي.

وفي هذا السياق، أشار إلى أن "حكومة نواف سلام كانت يجب أن تنعقد بشكل يومي لمعالجة الملفات الاستثنائية، وليس الاكتفاء بالتعيينات التي يسيطر عليها رئيس مجلس النواب نبيه بري"، معتبراً أن "الزمن لا يزال يعيد نفسه في تعيين موظفي الطائفة الشيعية".

وتابع محفوض، "لا يمكن أن تستمر نصف المسؤولية ونصف الجرأة ونصف النظافة في لبنان"، مؤكداً أن اللبنانيين سئموا من هذا الوضع، في وقت "سرق فيه عمرهم وهاجر أولادهم".

وأضاف، "كيف يمكن لموظف سارق أن يحال إلى التقاعد مع ملايين من دون حسيب أو رقيب؟ نحن نريد دولة لا مكان فيها للمختلسين ولا للمسؤولين الذين لا يخافون".

وختم محفوض قائلاً: "إحدى الميليشيات التي لم تتعلم من الدمار الذي شهده لبنان، إذا لم يتم إيقافها، ستتابع مشروعها الإيراني الذي سيزيد من خسارة البلد. لكننا مستيقظون ومستمرون في المواجهة من أجل الدفاع عن وطننا".