شارك رئيس الوزراء الأسبق ​فؤاد السنيورة​ في لقاء سياسي موسّع عُقد في دارة رئيس الحكومة السّابق نجيب ميقاتي بمدينة الميناء، لبحث التّطوّرات الرّاهنة في ​لبنان​، وتداعيات الأحداث الجارية في ​سوريا​ على الواقع اللبناني، ولا سيّما على صعيد شمال لبنان.

وفي كلمته خلال اللقاء، شدّد السنيورة على ضرورة "اتخاذ موقف واضح وصريح ومسؤول تجاه التحديات التي يواجهها لبنان، خصوصًا في ظل تداعيات النزوح السوري الذي فرض أعباء متزايدة على البنية التحتية والاقتصاد اللبناني".

ولفت إلى "أهمية التعامل مع هذه القضية بطريقة شاملة، تأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات الإنسانية، مع ضرورة الحدّ من المزيد من النزوح غير المنظّم إلى لبنان".

وأشار السنيورة إلى "أهمية الخطوات التي تقوم بها الحكومة السورية الجديدة من أجل احتضان فئات المجتمع السوري كافة، والعمل على معالجة المشكلات الناجمة عن النزاع المستمر منذ أكثر من عقد". وأضاف: "كل من ارتكب أي جُرم في هذا السياق يجب أن يُحاسب وفق الأطر القانونية، لضمان العدالة والاستقرار".

وفي سياق العلاقة بين لبنان وسوريا، أثنى السنيورة على "الدور الذي تقوم به الدولة السورية في الحفاظ على وحدة أراضيها"، معتبرًا أن "التأكيد على وحدة سوريا هو تأكيد على العلاقة السليمة التي يجب أن تكون بين البلدين".

ورأى أن "المأساة التي شهدتها سوريا خلال السنوات الماضية يجب أن تتحول إلى فرصة لإعادة بناء علاقات متوازنة وندية بين البلدين قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون المشترك".

كما تناول السنيورة الوضع الاقتصادي في شمال لبنان، مشيرًا إلى أن "هناك حاجة ماسة إلى تحريك المشاريع التنموية العالقة، وإعادة تفعيل المؤسسات المعنية بإدارة هذه المشاريع".

واعتبر أن "الدولة اللبنانية يجب أن توفر المناخات المناسبة للاستثمار في طرابلس والشمال، مع التركيز على تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، بما يسهم في استنهاض الوضع الاقتصادي".

وأضاف: "الجميع يدرك التحديات المالية التي تواجهها الدولة اللبنانية، ولذلك من الضروري الاستفادة من الإمكانات الاقتصادية الكامنة في طرابلس والشمال، وتحويلها إلى مشاريع قابلة للتنفيذ عبر تعاون وثيق بين الحكومة والقطاع الخاص".

وختم السنيورة بالتأكيد على أن "هذه المرحلة شديدة الأهمية، وعلينا أن نحول الأزمات التي نواجهها إلى فرص مستجدة، وأنا على قناعة بأن هناك إمكانية حقيقية للقيام بذلك، شرط تضافر الجهود والإرادة السياسية الصادقة".