Beirut
14°
|
Homepage
عرض أزياء 1982 فوق دمِ الجنوب
روني الفا | المصدر: ليبانون ديبايت | الاحد 02 آذار 2025 - 12:55

"ليبانون ديبايت" - روني ألفا

دخَلنا بيتَ النار وبَدأنا نشعرُ بالسُّخونة. أُشعِلنا حَطبًا وعَسيسُنا يتمُّ رُوَيدًا رويدًا. ما عجزت عنه الميركاڤا تتولاه السياسة. القضمُ والهضمُ وتغييرُ ملامح الوطن بقذائفَ محليّةِ الصُّنع.

اسرائيل تنامُ على على التلال وأميركا تغفو في كل أرضٍ منبسطة. نعم. دخلنا بيتَ الاحتراب ونُطهى على حربٍ خفيفة. حتى المفرداتُ التي نسمعُها يرتكبُ قائلوها أفعالَ خيانةٍ لغوية. تطبيع. أبراهام. سلام. 17 أيار والسلسلةُ سلِسَة. اسرائيل الكبرى تَدخلُ مثلَ النَّعَسِ في العيون.


الممثلونَ يتحضَّرون لتأديَةِ الأدوارِ المرسومة. يتسامرونَ في غرفةِ الملابس. يُعيدون ارتداءَ أزياء 1982. الفرقُ أنَّ المسرحَ تحوَّلَ إلى مقبرةٍ جَماعية. المُخرجُ كَتَبَ ما يلزَم في تشييعِ الجثامين. الحزنُ الشيعيُّ لا يجِب أن يرقى إلى حزنٍ وطني. المخرجُ يأمرُ : دعوهم يموتونَ في العزلة. أمواتُهم جثامين لا تستحقُّ التأبين. حتى الجنوب اجتنِبوه. إذا زُرتموه فبِحذَرٍ شديد ولا تقفوا في ربوعِه أمامَ أيِّ شاهدِ قبر. شواهدُ القبور في الجنوب والبقاع والضاحية قد تغيظُ الأمبراطورَ الأميركي.

المُخرجُ يريدُ مسرحًا جديدًا لا جنوبَ فيه. لا بِقاع ولا ضاحية. كلُّ سيناريو أو حِوارٍ فيه مشهدُ حافةٍ حدوديةٍ محفوفٌ باللعنة. أُنسوا الجنوب يقولُ المخرج. الـ 10452 أكذوبةُ سايكس بيكوِيَّة. أُمحوا مِن كُتبِ التاريخ البطريرك الحويّك. فَليُفَضَّ فوهُ وَليُلعَنَ قلمُه الذي زيَّحَ الحدود.

لاسرائيل قلمٌ آخَر. لبنان بِشَطبِ الأوّلي. المستوطنون عَطاشى. شربوا دمَ الجنوبيين في الحرب. يريدونَ احتساءَ الليطاني والوَزّاني والأوّلي بعد الحرب. أصلًا نحن في قلب الحرب. نحن في شكلٍ من أشكال الحرب أقوى من الحرب تعريفًا. سيكون دويّها أبعدُ من الجنوب.

مطلوبٌ من كلِّ لبنان او ما سيتبقى منه أن يحاربَ نفسَه. لا حاجةَ بعد محاولة قتلِ الجنوب إلى أي قتالٍ إضافي. اقتتالُنا نحن سَيَفي بالغرض. غباؤنا سيتولّى التسلّح. تغذيةُ الحقدِ وتَجويعُ التسامح واغتيالُ الأنبياء في وضحِ المواقف، كل ذلك سيتولّى ما تبقَّى من تدمير.

كلما مِتنا عاشَت اسرائيل. لقد تمَّت الصفقة. كلُّ من يقاومُ ستطالُه اللعنة. سيبقى بيتُه من دون سقف. سقفُه الإعتراضُ السلمي وإلا. أيُّ أزيزٍ آخَرَ سيُعتَبَرُ تهديدًا للأمن القومي. الأمنُ القوميُّ يتأسَّسُ دون أعمدةِ أساسٍ لبيوتِ الشهداء.

فقط في لبنان بالإمكان اغتيال الشهداء. في كل بلدان العالم يُغتالُ المقاومون ثمَّ يتحولون إلى شهداء. في لبنان يُغتال الشهداء في مثاويهم حتى لا يتحوّلوا إلى مقاومين. أفضل صفة مسموح ان تُسبَغَ عليهم هي " قَتلى".

لا تصدّقوا كذبة اعادة الإعمار. حجم الدمار يهدف إلى منع الإعمار. المسألةُ ليست ابتزازًا. انها أعمق وأشمل. حَرقوا الأرض بالكبريت والنار. الكبريتُ أفضلُ وصفةٍ تلموديةٍ لاستباحةِ الأرض.

وحده ضَمُّ الجنوب يعيدُ المغتصِبين إلى المغتَصَبات في شمال فلسطين المحتلة. حتى الحزامَ الأمنيَّ لم يَعد يفي بالغرض. المطلوبُ ضربٌ دائمٌ تحت الحزام في كل لبنان. بالطبع بعد ابتلاعِ الجنوب. فالجُ الجنوب في وجدان الصهاينة المريض لا يُعالَج إلا بالفوسفور. حتى باقات النعناع ممنوعة في مساكب الجنوب.

من منّا زار "فاروشا" في فاماغوستا القبرصية؟ كانت درّةَ قبرص يخدمُها خمسون فندق. صارت مدينةَ أشباحٍ يتجنّبُها حتى الأشباح. الاسرائيلي يريد جنوبَ أشباح. ليس مطمئنًا لعودة الناس إلى أطلالها وركام بيوتها.

ما فعله الجنوبيون مخالف للطبيعة. الشعوب في الحروب لا تعود الى بيوتٍ مدمَّرة. ليس هناك من شعبٍ يعودُ إلى الركام. الجنوبيون اجترحوا معجزةَ العودة المستحيلة. هذا مرعبٌ للإسرائيلي. مرعبٌ ولن يدع العودة تستمر.

اتُّخِذَ قرارُ القتلِ الجَماعي. ولكن اتَّخذَ الذئابُ المنفردونَ أيضًا قرارَ المقاومةِ الجَماعية. صدِّقوني أنها حربُ مئةِ سنَة جديدة. صحيح دخلنا بيتَ النار. لكن لا يقين بأننا سنحترق!
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
بعد الضربات الإسرائيلية... الشرع: الرد لن يُعلن الآن! 9 إستياء من "أمن" الوزير 5 المنخفض الجوي وصل... وحصة الأسد من الأمطار ستكون لصالح هذه المناطق! 1
بشأن صرف التعويضات... تعميمٌ من "القرض الحسن" 10 حكمٌ جديد بحقّ "الحاج" بجرم الاتجار بالبشر! 6 جريمة صيدا المروعة تسلط الضوء على "خطر" يتهدّد الشباب... التفاصيل كاملة! 2
المدير العام عاد من جديد! 11 ابو فاعور يودّع "رفيق الدرب" 7 سالم زهران يفجر زلزال بقوة 8 ريختر بخصوص نهاية الشرع وسلاح الحزب والأحزمة الأمنية! 3
تعيين أول فنان سوري ليشغل منصبًا في الإدارة الجديدة 12 "كفاك يا دولة الرئيس"... "رسالةٌ" من وهاب لـ بري 8 تعيين قائد للجيش غداً ... من سيتولى المنصب؟ 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر