"ليبانون ديبايت"

أفرز التصعيد الإسرائيلي الأخير في جنوب سوريا كما الإعتداءات والإغتيالات في لبنان، بالتزامن مع المواقف الإسرائيلية حول توسيع رقعة احتلالها لنقاطٍ حدودية، واقعاً جديداً تجاوز حدود البلدين إلى الساحة الإقليمية، حيث يبدو جلياً أن مرحلة جديدة بدأت تُكتب على مستوى أي مواجهة محتملة من أجل إزالة هذا الإحتلال.

وبينما ترى مصادر دبلوماسية مطلعة أن الضبابية تحيط بالتطورات الميدانية في الجنوب السوري، إلاّ أنها تكشف ل"ليبانون ديبايت" عن سيناريو مختلف على الحدود اللبنانية، حيث أن سيناريو "ضبط النفس" ما زال يتواصل، مع ترك فسحةٍ للدينامية الدبلوماسية التي تسجل على خط اللجنة الخماسية، وهو ما تقاطعت عنده مواقف كل من رئيس الجمهورية جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام.

ومن شأن هذا السيناريو أن يتضمن إعادة تشكيلٍ للمشهد في حال استمرت الخروقات الإسرائيلية، خصوصاً إذا تبدلت المعطيات على صعيد المحادثات الإيرانية – الأميركية في سويسرا، وذلك لجهة تداعياتها على العلاقة التاريخية بين طهران و"حزب الله"، في ظل الإتجاهات الأميركية المتشددة في لبنان من جهة وبعد التغييرات الكبيرة في المنطقة من جهةٍ أخرى.

وفي هذا السياق، تطرح المصادر تساؤلات حول احتمال أن يؤدي أي تفاهم إيراني- أميركي إلى تراجع إيران عن دعم الحزب، خصوصاً وأن طهران تسعى إلى نوع من الإتفاق مع واشنطن، وهو ما سينعكس حكماً على لبنان.

فالأولويات الإيرانية قد تبدلت بحسب اعتقاد المصادر الدبلوماسية، التي تعتبر أن الدعم غير المحدود من قبل إدارة دونالد ترامب لبنيامين نتنياهو، والذي ترجمته هذه الإدارة من خلال الدعم بالقنابل، يُنذر بالسيناريو الأسوأ في حال قرر نتنياهو مهاجمة إيران، لأنه في تلك الحالة لن يكون من رادعٍ لإسرائيل إذا قررت مهاجمة إيران.