"ليبانون ديبايت"

سردية إسرائيلية معادية تحاول عبر البوابة الدينية التمدد إلى الداخل اللبناني، وتحديدًا من تلة العباد في حولا، لالتهام المزيد من الأراضي المحتلة، حيث أعدّت الاستخبارات الإسرائيلية، مدعومة من المؤسسة العسكرية والدينية، سيناريو مشبوه بدأه مجموعة من المتطرفين والحريديم نحو ما يدّعون أنه قبر الحاخام اليهودي "آشي".

سبق وأن قسّم الخط الأزرق قبر الحاخام آشي عند الانسحاب الإسرائيلي الذي تلى التحرير في العام 2000، ولكن خلال فترة الهدنة الماضية بعد العدوان الأخير، تم تجديد وصيانة القبر بسرية، وسربت معلومات عن زيارة يخطط لها الكيان الإسرائيلي لمجموعة من المتدينين كرحلة إلى القبر في السابع من آذار.

فهل سيتحول هذا القبر إلى "مسمار جحا" ويُستخدم كحجة دينية إسرائيلية للقبض على تلة أخرى، إضافة إلى التلال الخمس التي لا تزال تحتلها؟ وما هو الموقف اللبناني الرسمي والشعبي من هذا التطور الخطير؟

لا يُخفي رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة، العميد المتقاعد هشام جابر، أن هناك أكثر من قبر لرجال دين يهود في لبنان، إلا أن ذلك ليس مبررًا لاحتلال المناطق، ويقول: "الكثير من اليهود مدفونون في العديد من الدول، فهل تحتل إسرائيل كل هذه الدول من أجل المقابر؟"

ويشدد على أن "إسرائيل لن تبقى في هذه التلة بعد السابع من آذار، ولن يكون هذا القبر "مسمار جحا" لها أبدًا، فهو لن يُكرس الاحتلال أبدًا"، مؤكداً أن "سكان حولا يعودون إلى بلداتهم، وأن العدو الإسرائيلي انسحب من كافة القرى، ولكن بقائه في النقاط الاستراتيجية الخمس يجعل هذه القرى تتقاطع في طرقاتها مع أماكن تواجد العدو، مما يعني بقاء الخطر الإسرائيلي على هذه القرى".

ويشير إلى أن "هذه النقاط "ذبحت" القرى الحدودية، فمثلاً، في كفركلا، التي تبعد عن الحدود نحو 500 متر من جهة الشق، تمركزت القوات الإسرائيلية في التلة غرب كفركلا، مما جعل البلدة بمثابة "سندويش"، وهو أمر غير طبيعي، مثل الحال في بقية النقاط الحدودية، وبالتالي، لا تزال إسرائيل تحتل جزءًا كبيرًا من الجنوب بشكل غير مباشر".

ورغم هذا الواقع، يرى العميد جابر، أنه "من المستحيل أن يبقى العدو الإسرائيلي داخل القرى، لا سيما في بلدة حولا، إلا أنهم يظلون موجودين في الطرق المؤدية إلى هذه القرى".