أثار حسين الشرع، والد الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، تفاعلاً واسعًا بعد منشوراته التي انتقد فيها بشدة التوجه نحو خصخصة القطاع العام، محذرًا من تبعاتها السلبية على الاقتصاد والسيادة الوطنية.

وأكد الشرع، في منشوراته، أن تخصيص شركات ومؤسسات القطاع العام "خطأ كبير"، مشيرًا إلى أن هذا القطاع يمثل ثروة قومية ومِلْكًا للشعب السوري، واعتبر أن مشكلات القطاع لا تعود إلى البنية الأساسية، بل إلى سوء الإدارة الذي قادته إدارات غير كفؤة، ما أسفر عن الترهل والفساد والخسائر.

وأضاف أن "الحلول تكمن في إعادة تقييم هذه الشركات من قبل خبراء مختصين، مع ضرورة إصلاحها وتحديثها وتحسين كفاءتها، بدلًا من بيعها"، وحذر من أن خصخصة القطاع العام قد تؤدي إلى خسارة الآلاف من الوظائف في ظل الظروف الحالية، وهو ما سيزيد من تعقيد الوضع الاجتماعي والاقتصادي في البلاد.

كما شن الشرع هجومًا على شخصيات معارضة بارزة، واصفًا إياها بأنها "تنشر الأكاذيب" وتقلل من أهمية الإنجازات التي تحققت، لا سيما ما وصفه بـ "الإنجاز التاريخي" الذي أطاح بالنظام السابق. وانتقد بالاسم شخصيات مثل كمال اللبواني الذي اتهمه بأنه يهاجم من أسقطوا النظام، مشيرًا إلى ما قاله اللبواني عن دعم أميركي وإسرائيلي للثوار، واتهمه أيضًا بزيارة إسرائيل وعاد منها بخيبة أمل.

وانتقد الشرع أيضًا العميد أحمد رحال الذي "أمضى سنوات في انتقاد المعارضة المسلحة"، ثم بدأ يتحدث عن نفسه وكأنه "القيم على الثورة" بعد تحقيق الانتصار، كما انتقد نضال معلوف، قائلاً أن تحليلاته كانت جيدة في البداية، لكنه أصبح أكثر حدة بعد انتصار الثورة، لرفضه القيادة الجديدة، واصفًا موقفه بأنه "قائم على انطباعات شخصية وليس على أسس موضوعية".

تصريحات حسين الشرع أثارت ردود فعل متباينة في الشارع السوري، حيث رأى بعض المؤيدين أن هذه التصريحات تعكس "رؤية واضحة لحماية الاقتصاد الوطني"، في حين اعتبر آخرون أن هذه التصريحات تعكس "نزعة إقصائية" تجاه أي انتقاد للسلطة الانتقالية، معتبرين إياها محاولة للحد من حرية التعبير.