Beirut
11°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
خاص
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
صراع بين نوّاف سلام و"دولة الرئيس"
وليد خوري
|
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
الجمعة
14
شباط
2025
-
7:02
"ليبانون ديبايت" - وليد خوري
دخل نوّاف سلام نادي رؤساء الحكومة بعدما حلّق اسمه عدة مرات في سماء السراي الحكومي، ليهبط أخيراً في ساحة السراي الكبير كرئيسٍ لحكومة العهد الأولى.
يتمتع سلام بسيرة ذاتية لافتة، فهو قاضٍ دولي، ودبلوماسي رفيع، وشخصية تُعرف بالنزاهة والإستقامة. لكن هل تكفي هذه المواصفات وحدها لتولّي رئاسة الحكومة في لبنان؟ فالمنصب سياسي بامتياز ويحتاج صاحبه إلى حنكة كبيرة ومعرفة بخفايا الحياة السياسة اللبنانية وتعقيداتها، في ظل حكم الطوائف وقوة الأحزاب.
تتضمّن السيرة الذاتية لرئيس الحكومة نوّاف سلام، أنه قاضٍ في محكمة العدل الدولية وسفير لبنان السابق لدى الأمم المتحدة، ويمتلك سجلاً أكاديمياً وعملي يُحسب له. كل هذه المواصفات تجعله، نظرياً، مرشحاً جذاباً لشريحة واسعة من اللبنانيين الذين يبحثون عن بديل للطبقة السياسية التقليدية.
لكن نوّاف سلام لم يخض غمار العمل السياسي الداخلي بالشكل الذي يجعله لاعباً سياسياً محنّكاً. فالعمل الحكومي في لبنان يتطلب قدرةً على المناورة والتعامل مع توازنات طائفية معقدة، فضلًا عن بناء تفاهمات مع قوى سياسية لها مصالحها وحساباتها الخاصة. اضافة إلى ذلك، إن سلام لا يملك الخلفية الحزبية أو الشعبية التي تخوّله فرض نفسه كرقم صعب في المشهد السياسي الداخلي.
إن وصول نواف سلام إلى رئاسة الحكومة لا يقف عند الكفاءة الشخصية، بل يرتبط نجاحه بمدى قبول القوى السياسية له. فالسياسة لا تُدار بالخطابات الإصلاحية وحدها، بل يحتاج إلى قدرة على إدارة التناقضات، وبناء التحالفات، وتقديم التنازلات. وهنا تكمن الصعوبة، إذ أن جزءًا كبيراً من الطبقة السياسية التقليدية لا يرى في سلام خياراً مناسباً لأنه لا ينتمي إلى نادي الزعامات التقليدية، ولا يملك شبكة النفوذ الداخلية التي تمكّنه من تمرير قراراته بسلاسة، لذلك من المتوقع أن يولد صراع بين سلام ومنصب "دولة الرئيس"، ما لم يستطع سلام التعامل مع موقع رئاسة الحكومة الذي يملك مفتاح السلطة في لبنان.
قد لا يكون نواف سلام مهتمّاً بمراعاة كل تلك الإعتبارات التقليدية، وقد يكون آتياً بخلفية القضاء عليها تحديداً، وهو بجانبٍ ما محقّ بعدما فشلت القوى التقليدية فشلاً ذريعاً في المرحلة السابقة، وكان آخرها تجربة عهد عون - باسيل الكارثي، لكن "حسابات الحقل قد لا تلتقي مع حسابات البيدر"، فهذه القوى التقليدية كانت نتاج انتخابات نيابية عبّرت الناس فيها عن إرادتها بعد أكبر ثورة شهدها لبنان ضدّ الطبقة السياسية، ورغم ذلك صمد منها الكثيرون على غرار "الثنائي الشيعي" والإشتراكي و"القوات اللبنانية"، وتمّ انقاذ آخرين ك"التيار الوطني الحر" بدعمٍ من الثنائي، ممّا يعني أن تغيير القوى التقليدية ليس مسألة سهلة وهي تتطلّب إنجازات إستثنائية لإنقاذ قوى التغيير التي خيّبت آمال الشعب اللبناني بعد الإنتخابات النيابية وانفراط عقد كتلتها من دون إنجازات تذكر، وهي أمام تحدٍّ مماثل مع وصول "بطلها" نوّاف سلام إلى الحكومة لتجنّب حصول خيبة أخرى لدى شارعها.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا