Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
خاص
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
تحولت من الجلاد إلى حليف غزة... إلمانيا نادمة!
المصدر:
عربي21
|
الجمعة
31
كانون الثاني
2025
-
14:45
يركّز كتاب الروائي وكاتب المقالات الهندي بانكاج ميشرا، الذي سيصدر الأسبوع المقبل بعنوان "العالم بعد غزة"، على الموقف الألماني وقراراته المتعلقة بـ"إسرائيل"، والتي تنبع من "الذاكرة الثقافية" المرتبطة بالهولوكوست.
وقال ميشرا في مقال له نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، تضمّن مقتطفات من الكتاب، إن "ألمانيا خرجت من الحرب العالمية الثانية بعقدة الندم باعتبارها الجلاد لليهود في تلك الحرب، ولكن لا يوجد بلد يضاهيها في الرحلة المعقدة من نقطة الصفر في عام 1945 إلى غزة اليوم. ففي العقود الأخيرة، عمل التضامن مع الدولة اليهودية على صقل صورة ألمانيا الذاتية الفخورة، باعتبارها البلد الوحيد الذي يجعل من التذكر العام لماضيه الإجرامي الأساس الحقيقي لهويته الجماعية".
وأضاف أنه "منذ إعادة توحيد ألمانيا، تم إضفاء الطابع المؤسسي الشامل على ذكرى الهولوكوست، حيث تؤكد المناهج والتقويمات المدرسية على المناسبات السنوية مثل 27 كانون الثاني (تحرير السوفييت لأوشفيتز) و8 أيار (استسلام النازيين النهائي)"، وتُخلَّد النصب التذكارية والمتاحف في جميع أنحاء البلاد ذكرى ضحايا الجرائم الألمانية.
وأكد أن "من بين الرموز البارزة لثقافة الذاكرة هذه، النصب التذكاري لليهود الذين قتلوا في أوروبا، بالقرب من بوابة براندنبورغ في برلين، وهو ربما النصب التذكاري الوطني الرئيسي الوحيد الذي يخلد ذكرى ضحايا أمة وليس الأمة نفسها".
وأشار إلى أنه "في عام 2008، زعمت المستشارة الألمانية حينها، أنغيلا ميركل، في خطاب أمام الكنيست، أن تأمين أمن إسرائيل جزء من وجود ألمانيا. وقد استعاد القادة الألمان هذه العبارة مرارًا وتكرارًا، وبتركيز مبالغ فيه بعد 7 تشرين الأول 2023. فقبل أقل من شهرين من هجوم حماس، نجحت إسرائيل، بمباركة أميركية، في تأمين أكبر صفقة أسلحة لها على الإطلاق مع ألمانيا. وزادت مبيعات الأسلحة الألمانية إلى إسرائيل عشرة أضعاف في عام 2023، وتمت الموافقة على الغالبية العظمى من المبيعات بعد هذا التاريخ، حيث سارع المسؤولون الألمان إلى دعمها، مؤكدين أن تصاريح تصدير الأسلحة إلى إسرائيل ستحظى باهتمام خاص".
وبيّن أنه "في الوقت الذي بدأت فيه إسرائيل قصف المنازل ومخيمات اللاجئين والمدارس والمستشفيات والمساجد والكنائس في غزة، ومع ترويج وزراء الحكومة الإسرائيلية لمخططاتهم عن التطهير العرقي، كرر المستشار الألماني أولاف شولتز العقيدة الوطنية: إسرائيل دولة ملتزمة بحقوق الإنسان والقانون الدولي وتتصرف وفقًا لذلك".
وقال إنه "مع تكثيف حملة بنيامين نتنياهو للقتل والتدمير العشوائي، وصل إنغو غيرهارتز، رئيس القوات الجوية الألمانية، إلى تل أبيب مشيدًا بـ"دقة" الطيارين الإسرائيليين. كما التُقطت له صورة وهو بالزي العسكري يتبرع بالدم للجنود الإسرائيليين".
وأضاف أن "في ألمانيا، أعاد وزير الصحة كارل لاوترباخ نشر مقطع فيديو، يزعم فيه محرض يميني متطرف أن النازيين كانوا أكثر نزاهة من حماس".
وزعمت صحيفة "دي فيلت" أن "فلسطين الحرة هي تحية هتلر الجديدة"، بينما نبهت صحيفة "دي تسايت" القراء الألمان إلى حقيقة شنيعة مفادها أن "غريتا ثونبرغ تتعاطف علنًا مع الفلسطينيين".
وأشار إلى أن قادة ألمانيا رفضوا الحديث لشهور أو دعم دعوات أوروبية لوقف إطلاق النار. فقد ساندت رئيسة المفوضية الأوروبية الألمانية أورسولا فون دير لاين بلا تردد العنف الانتقامي الإسرائيلي، مما أثار استياء العديد من زملائها، كما تجاهلت الدعوات المتكررة لمعاقبة إسرائيل من دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي مثل إسبانيا وإيرلندا.
وفي تشرين الأول 2024، عندما قصفت إسرائيل المستشفيات ومخيمات الخيام في غزة، وفجرت قرى بأكملها في لبنان، بررت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك هذه الانتهاكات للقانون الدولي، مؤكدة أن المدنيين قد يفقدون وضعهم المحمي في الحرب.
بالإضافة إلى ذلك، شنت السلطات الألمانية حملة صارمة على المظاهر العامة الداعمة لفلسطين، حيث عاقبت المؤسسات الثقافية الممولة من الدولة الفنانين والمثقفين من أصول غير غربية الذين أظهروا أي تلميح للتعاطف مع الفلسطينيين، فسحبت الجوائز والدعوات. ولجأت السلطات الألمانية الآن إلى معاقبة حتى الكتاب والفنانين والناشطين اليهود.
وأشار الكاتب إلى زيارة الفيلسوفة حنا أردنت إلى ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، حيث اعترفت بأنها "تعاني من نوع من الغباء الشامل الذي لا يمكن الوثوق به والحكم بشكل صحيح على الأحداث الأكثر بدائية". وكتبت أن "عددًا كبيرًا من الألمان، وبخاصة بين الأكثر تعليمًا، لم يعودوا قادرين على قول الحقيقة حتى لو أرادوا ذلك".
وأضاف ميشرا أن أردنت شعرت بالدهشة من الطريقة التي تخلت فيها ألمانيا، وفي أقل من ستة أعوام، عن "البنية الأخلاقية لمجتمع غربي".
وفي الوقت نفسه، وكما قال ضابط عسكري أميركي للمصورة الصحافية مارغريت بورك وايت، فإن العديد من الألمان كانوا يتصرفون "كما لو أن النازيين هم عرق غريب من الإسكيمو، نزلوا من القطب الشمالي وغزوا ألمانيا بطريقة أو بأخرى".
وأوضح ميشرا أن التشوهات السياسية والأخلاقية والعجز الفكري في ألمانيا اليوم، أكثر خطورة من أي وقت مضى منذ عام 1945.
وأضاف أن حزب البديل من أجل ألمانيا ليس شذوذًا، فهو يستفيد من الانزلاق المتزايد نحو اليمين المتطرف بين السياسيين والصحافيين السائدين.
وأشار إلى أن "الألمان البيض من ذوي الأصول المسيحية" يرون أنفسهم "قد حققوا غايتهم في الخلاص وإعادة الديمقراطية"، ويتم إسقاط "المشكلة الاجتماعية الألمانية العامة المتمثلة في معاداة السامية" على أقلية من المهاجرين الذين جاؤوا من الشرق الأوسط، ويتم وصمهم بعد ذلك بأنهم "أكثر المعادين للسامية تمردًا"، ولهذا فهم يحتاجون إلى "تعليم وتأديب إضافي".
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا