أكّدت مصادر مطلعة لـ"رويترز" اليوم الجمعة أن "واشنطن تضغط على كبار المسؤولين اللبنانيين لعدم السماح لحزب الله أو حلفائه بترشيح وزير المالية المقبل للبنان، في محاولة للحد من نفوذ حزب الله المدعوم من إيران على الدولة".

وأضاف المصدر لـ "رويترز" أنه "يبدو أن التدخل الأميركي المباشر غير المعتاد في السياسة الطائفية في لبنان يهدف إلى الاستفادة من التحولات في ميزان القوى في لبنان والشرق الأوسط الأوسع، مع تعرض حزب الله المدعوم من إيران لضربة شديدة من الحرب مع إسرائيل والإطاحة بحليفه بشار الأسد من السلطة".

وعلى غرار جميع الأحزاب الرئيسية في لبنان، دأب حزب الله منذ فترة على تسمية وزراء له في الحكومة، بالتنسيق مع حليفه حركة أمل، التي اختارت جميع وزراء المالية في لبنان منذ عام 2014، وذلك بحسب "رويترز".

لكن المصادر أكّدت أن "المسؤولين الأميركيين حريصون على رؤية هذا النفوذ يتضاءل مع تشكيل الرئيس المكلف نواف سلام حكومة جديدة"، وقالوا: "إن المسؤولين الأميركيين نقلوا رسائل إلى سلام والرئيس جوزاف عون الذي كان يتمتع بدعم أميركي كقائد للجيش وانتخب رئيسا في أوائل كانون الثاني مفادها أن حزب الله لا ينبغي أن يشارك في الحكومة المقبلة".

وشدّد المصادر أنَّ "السماح لحزب الله أو أمل بترشيح وزير المالية من شأنه أن يضر بفرص لبنان في الوصول إلى أموال أجنبية للمساعدة في تلبية فاتورة إعادة الإعمار الضخمة الناجمة عن حرب مع إسرائيل، والتي أدت فيها الغارات الجوية الإسرائيلية إلى تدمير مساحات واسعة من لبنان".

وقالت ثلاثة مصادر: "إن رجل الأعمال اللبناني - الأميركي مسعد بولس، الذي عينه الرئيس الأميركي دونالد ترامب مستشارا له لشؤون الشرق الأوسط، كان أحد الأشخاص الذين نقلوا هذه الرسالة إلى لبنان".

وأضافت المصادر لـ "رويترز"، "على الرغم من أن أعضاء الكونغرس الجمهوريين في الولايات المتحدة حثوا ترامب علناً على إبقاء حزب الله وحلفائه خارج الحكومة، إلا أنه لم يسبق أن ورد أن بولس ومسؤولين أميركيين آخرين كانوا ينقلون هذه الرسالة مباشرة إلى لبنان".

ومن جهته، لم يرد البيت الأبيض أو وزارة الخارجية الأميركية على الفور على أسئلة "رويترز" حول ما إذا كانت الولايات المتحدة قد تدخلت في دور حزب الله بالحكومة أو حتى دور بولس.