"ليبانون ديبايت"

ما من شكوك بعد حول ما تخفيه ورقة الضمانات الأميركية لإسرائيل، والتي لم يغب بعض بنودها عن مضمون اتفاق وقف إطلاق النار، الممدّد إلى 18 شباط المقبل. فعودة شبح الغارات الإسرائيلية في اليومين الماضيين، إلى خارج منطقة عمل هذا الإتفاق، تشكل إشارةً إلى أن استقرار الوضع وتثبيت الهدنة، يبقى رهينة ما ستحمله الأيام العشرين المقبلة من إجراءات وخطط ميدانية، ستفتح الباب مجدداً أمام استعادة مناخ التهدئة الكاملة والإنتقال إلى المراحل النهائية من الإتفاق، وعليه إنجاز الإنسحاب الإسرائيلي الكامل من الجنوب، أو باحتمال هو الأسوأ قد يتمثّل بعودة التصعيد، وإن كان هذا الإحتمال مُستبعداً، بحسب مصادر مطلعة ومواكبة للتطورات المسجّلة منذ يوم الأحد الماضي.

وإزاء الإصرار الإسرائيلي على البقاء في بعض النقاط الحدودية، بذريعة عدم التزام لبنان باتفاق وقف النار، تؤكد المصادر المواكبة ل"ليبانون ديبايت"، أن الغارتين الإسرائيليتين في النبطية وفي يحمر الشقيف، تشكلان إيذاناً من إسرائيل، بأن عملياتها قد أخذت طابعاً مختلفاً عن العمليات التي درجت عليها في الستين يوماً التي نص عليها اتفاق وقف النار.

وما يختلف في المرحلة الحالية عن السابق، توضح المصادر المطلعة، هو أن إسرائيل لا تزال تسعى لتحقيق أهدافها في الجنوب، وفي مقدّمها، تأمين المناخ الملائم لإعادة سكان الشمال، الذين ما زالوا غير واثقين بنتائج الحرب الإسرائيلية، وحتى بعمليات التدمير المستمرة إلى اليوم لقرى الحافة الأمامية على الحدود الجنوبية.

وعلى هذا الأساس، تلفت المصادر نفسها، إلى الجوانب الغامضة في اتفاق وقف النار، والتي سمحت لإسرائيل بتمديد احتلالها ومواصلة اعتداءاتها، وتعرب عن خشيتها من تمديد جديد يترافق مع استمرار التدخل والعدوان، من دون مراجعة لجنة الإشراف على وقف النار.

وتنصح المصادر المطلعة بالمواجهة عبر مستويين، المستوى السياسي - الدبلوماسي باتجاه المجتمع الدولي من خلال اللجنة الخماسية الأمنية، والمستوى العسكري الميداني من خلال توسيع نقاط ومناطق انتشار الجيش في الجنوب، خصوصاً وأنه يبدو أن بنيامين نتنياهو يربط أزمته الداخلية ببقاء نقاط الإحتلال في جنوب لبنان، ما سوف يفاقم من حجم الأخطار التي تتهدّد الجنوب، وذلك بمعزل عن المواعيد المحدّدة للهدنة أو للإنسحاب الإسرائيلي.