"ليبانون ديبايت"

قبل أسبوع واحد على نهاية الهدنة وفق اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، تدخل صفقة غزة حيّز التنفيذ في مرحلتها الأولى، والتي تقضي بإنهاء الحرب وإطلاق آلية تؤدي إلى عملية تبادل للأسرى تلي إعادة انتشار للجيش الاسرائيلي في مدن قطاع غزة، وذلك ضمن مهلة 60 يوماً على غرار الإتفاق الخاص بلبنان.

ومع التهدئة في قطاع غزة، تزداد التساؤلات بشأن مصير اتفاق الهدنة في لبنان، في ضوء تمادي إسرائيل بخروقاتها وبعمليات التوغل وأعمال التفجير والهدم في القرى الحدودية، فيما تبدي أوساط عسكرية، قلقها من التصعيد الإسرائيلي في الأيام القليلة الفاصلة عن نهاية مهلة ال60 يوماً، خصوصاً وأن الإنسحاب الإسرائيلي "حتمي"، وهو سيبدأ فعلياً قبل دخول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الابيض.

وتقول الأوساط العسكرية ل"ليبانون ديبايت"، إن الترابط بين جبهتي لبنان وغزة، قد عاد مجدداً ولكن من بوابة "صفقة غزة"، ولكنه سيكون ترابطاً في الإتجاه نحو التهدئة وليس الحرب، حيث أن "وهج ترامب"، قد ضغط لإنجاز اتفاق غزة من جهة وتطبيق اتفاق لبنان من جهةٍ أخرى، بمعنى نقل الهدنة الهشّة إلى اتفاق دائم لوقف النار والعمليات العسكرية جنوب نهر الليطاني.

إلاّ أن الوصول إلى هذه المرحلة من الإنسحابات الإسرائيلية تمهيداً لعودة أهالي الجنوب وبدء ورشة إعادة الإعمار، دونه أكثر من تحدٍ على ضفة لبنان، وقد تحدث عن هذه التحديات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في ختام يومه اللبناني الطويل.

وتشير الأوساط إلى تركيز ماكرون على مسألتي حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية وانتشار الجيش اللبناني على الحدود وضبطها، وتوضح أن الربط من قبل الرئيس الفرنسي على أولوية انسحاب إسرائيل وانتشار الجيش وضبط السلاح والحدود، وذلك وفق ما نصّ عليه اتفاق 27 تشرين الثاني الماضي، يحمل دلالات عدة، خصوصاً وأنه يتزامن مع موقف أميركي حازم باتجاه إسرائيل، فيما يفرض أيضاً على لبنان كما قال ماكرون، و" بعد استعادة السيطرة من قبل الدولة"، أن يبدأ تنفيذ المهام الكبرى المُلقاة علة عاتقه.

ورداً على سؤال حول ما تبقى من مهلة زمنية لإنجاز الإتفاق واليوم ال61 التالي، تؤكد الأوساط أن بنوده سوف تُنفذ، والدور الأميركي كما الفرنسي سيبقى حاضراً بقوة، من خلال توفير الدعم للحكم الجديد رئيساً وحكومة، بمزيد من المساعدات العسكرية واللوجستية، فيما ينشط ماكرون على خطّ إقامة مؤتمر دولي في باريس من أجل إعادة إعمار لبنان.