نقل موقع "سيمافور" الإخباري عن مصدر مطلع قوله أن الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، مارك زوكربيرغ، التقى بالرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في منتجع مار إيه لاغو، يوم الجمعة.

ولم ترد شركة ميتا ولا معسكر ترامب بعد على طلب "رويترز" للتعليق.

كانت شركة ميتا قد أعلنت في وقت سابق عن إنهاء برامج التنوع والمساواة والشمول، بما في ذلك برامج التوظيف والتدريب واختيار الموردين، في مذكرة موجهة إلى موظفيها.

وفي الأسبوع الماضي، ألغت شركة ميتا أيضًا برنامج التحقق من صحة المعلومات في الولايات المتحدة، وخففت القيود المفروضة على المناقشات حول المواضيع المثيرة للجدل مثل الهجرة والهوية الجنسية، وذلك في استجابة لانتقادات من المحافظين مع استعداد ترامب لتولي منصبه مرة أخرى.

من جهة أخرى، حذرت شبكة دولية للتثبت من الحقائق، الخميس، من أن توسيع ميتا قرارها إلغاء التحقق من المنشورات على فيسبوك وإنستغرام سيؤدي إلى "ضرر في العالم الحقيقي"، نافية ادعاء زوكربيرغ بأن الإشراف على المحتوى يرقى إلى مستوى الرقابة.

وأثار إعلان زوكربيرغ عن تخفيف سياسات التدقيق في المحتوى في الولايات المتحدة حالة من القلق في دول مثل أستراليا والبرازيل.

وقال زوكربيرغ أن مدققي الحقائق "منحازون سياسيا للغاية" وإن البرنامج أدى إلى "قدر كبير من الرقابة". ولكن الشبكة الدولية للتثبت من الحقائق، التي تضم وكالة "فرانس برس" ضمن عشرات المنظمات الأعضاء على مستوى العالم، أكدت أن الادعاء بممارسة الرقابة "خاطئ".

وأضافت الشبكة "نريد أن نوضح الأمور، سواء في السياق اليومي أو في السياق التاريخي".

يدفع فيسبوك مقابل عمليات التثبت من الحقائق لحوالي 80 منظمة على مستوى العالم على المنصة، وكذلك على واتساب وإنستغرام.

وحذرت الشبكة من أن توسيع ميتا نطاق تغيير سياستها خارج حدود الولايات المتحدة لتشمل أكثر من 100 دولة قد تكون له عواقب مدمرة.

وقالت إن "بعض هذه البلدان معرضة بشدة لخطر المعلومات المضللة التي قد تؤدي إلى عدم الاستقرار السياسي والتدخل في الانتخابات والعنف الجماعي وحتى الإبادة الجماعية".

وأضافت الشبكة الدولية للتثبت من الحقائق أنه "إذا قررت شركة ميتا إيقاف البرنامج على مستوى العالم، فمن المؤكد تقريبا أن ذلك سيؤدي إلى ضرر في العالم الحقيقي في العديد من الأماكن".

وندد الرئيس الأميركي جو بايدن، يوم الجمعة، بالقرار "المخزي" الذي اتخذته شركة ميتا بإنهاء برنامجها للتثبت من الحقائق في الولايات المتحدة. وقال الرئيس الأميركي للصحافيين في البيت الأبيض عقب الإعلان، إن "الحقيقة مهمة".

من جهته، شدد المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة في جنيف، فولكر تورك، على أن تنظيم المحتوى الضار عبر الإنترنت "ليس رقابة"، موضحًا أن "السماح بخطاب الكراهية والمحتوى الضار عبر الإنترنت له عواقب في العالم الحقيقي".

تعمل وكالة "فرانس برس" حاليًا بـ26 لغة مع نظام التثبت من الحقائق الخاص بفيسبوك. ومن خلال هذا البرنامج، يُخفض مستوى المحتوى المصنف "مضللًا"، مما يجعله مرئيًا لعدد أقل من الأشخاص. وإذا حاول شخص ما مشاركة هذا المنشور، يقترح عليه مقال يشرح سبب كونه مضللاً.

وقالت سوبينيا كلانغنارونغ، المؤسس المشارك لمنصة التثبت من الحقائق التايلاندية "كوفاكت"، إن قرار ميتا قد تكون له تأثيرات ملموسة خارج الإنترنت. وأضافت في تصريح لوكالة "فرانس برس": "من المفهوم أن هذه السياسة من جانب ميتا تستهدف المستخدمين في الولايات المتحدة، لكن لا يمكننا أن نكون متأكدين من كيفية تأثيرها في البلدان الأخرى".

وشددت على أن "السماح بانتشار خطاب الكراهية والحوار العنصري قد يشكل دافعًا للعنف".

جاءت تغييرات شركة ميتا لسياساتها قبل أقل من أسبوعين من تولي ترامب منصبه، وهي تتماشى مع موقف الحزب الجمهوري.

وكان ترامب منتقدًا شديدًا لميتا وزوكربيرغ لسنوات، واتهم الشركة بالانحياز ضده وهدد بالانتقام من مديرها التنفيذي بمجرد عودته إلى منصبه.

يبذل زوكربيرغ جهودًا للتصالح مع ترامب منذ انتخابه في نوفمبر، فاجتمع معه في منتجعه بمارالاغو في فلوريدا، وتبرع بمليون دولار لصندوق أموال مخصص لمراسم تنصيبه.

كما عيّن رئيس بطولة القتال النهائي (UFC) دانا وايت، المقرب من ترامب، في مجلس إدارة الشركة.

وقالت أنجي دروبنيك هولان، مديرة الشبكة الدولية للتثبت من الحقائق، إن القرار جاء بعد "ضغط سياسي شديد"، وأضافت أن "هذه الخطوة ستلحق ضررًا بمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الذين يبحثون عن معلومات دقيقة وموثوقة لاتخاذ قرارات بشأن حياتهم اليومية".

بدورها، اعتبرت أستراليا أن قرار ميتا "تطور ضار جدًا"، فيما حذرت البرازيل من أنه "سيئ للديمقراطية".

وكانت ميتا قد عززت التثبت من الحقائق عقب انتخاب ترامب عام 2016، بعدما قال مراقبون إن انتشار المعلومات المضللة على فيسبوك وتدخل جهات أجنبية، من بينها روسيا، ساهم في فوز ترامب.