أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن مسلحين محليين أقدموا صباح اليوم الجمعة على إعدام مختار حي دمّر في ضواحي دمشق، مازن كنينة، علنًا بتهمة ارتباطه بالسلطات السابقة في عهد الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد.

وذكر المرصد أن كنينة، المعروف بولائه للنظام السابق، كان متهمًا بكتابة تقارير أمنية تسببت بملاحقة واعتقال العديد من شباب المنطقة، الذين تعرضوا لاحقًا للتعذيب في سجون النظام. ووصف المرصد كنينة بأنه "السبب الرئيسي في معاناة العديد من الأهالي"، مضيفًا أن أفعاله تسببت في فقدان العديد من الشباب حياتهم أو تعرضهم للظلم.

وأشار مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، إلى أن الإعدام تم في ساحة علنية أمام عدد من الأهالي. ووثّق مقطع فيديو وصور انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي تفاصيل الواقعة. وأظهرت الصور جثة كنينة مربوطة بجذع شجرة وعليها آثار طلق ناري ودماء على الأرض، بينما كان بعض الأطفال يضربون الجثة بعصا ويركلونها، وسط تجمع للمتفرجين.

تأتي هذه الحادثة ضمن سلسلة من الحملات الأمنية التي أطلقتها السلطات الجديدة في سوريا، لملاحقة المرتبطين بالنظام السابق. وأسفرت هذه الحملات عن اعتقال العديد من الأشخاص الذين اتُهموا بالمشاركة في انتهاكات خلال فترة حكم الأسد.

وكان رئيس الاستخبارات العامة في الإدارة الجديدة، أنس خطاب، قد تعهد في كانون الأول الماضي بـ"إعادة هيكلة" المنظومة الأمنية في البلاد بعد حلّ جميع فروعها الأمنية. ووفقًا لوكالة الأنباء الرسمية سانا، فإن الإدارة الجديدة تسعى لتأسيس جهاز أمني مختلف يهدف إلى تعزيز سيادة القانون ومحاسبة المتورطين بانتهاكات سابقة.

وتأتي هذه التطورات في إطار التحول السياسي الذي تشهده سوريا بعد الإطاحة بالنظام السابق بقيادة بشار الأسد. وعلى الرغم من الجهود لإعادة الاستقرار، فإن البلاد لا تزال تعاني من حالة من الفوضى والانقسامات، وسط عمليات انتقامية ضد رموز النظام القديم.