"ليبانون ديبايت"

أكد الكاتب والمحلل السياسي وجدي العريضي، في حديث لـ"ليبانون ديبايت"، أن "الاستحقاق الرئاسي يدور في حلقة مفرغة، وأن الثنائي الشيعي ومعه التيار الوطني الحر يسعون إلى مناورة سياسية لا مثيل لها، وهناك روائح تعطيل لا تزال قائمة".

وأضاف: "بمعنى أوضح، أن هذا الثنائي ومعه البرتقالي يسعون إلى تحسين شروطهم بعد انهيار النظام السوري وسقوط أذرع إيران في المنطقة، ولهذه الغاية يريدون كسب المزيد من المواقع في العهد الجديد. وكل ما يحدث ويحصل إنما هو مناورة سياسية".

ولفت العريضي إلى أن "المملكة العربية السعودية عائدة بفعالية إلى لبنان، ومعلوماتي تشي بذلك، بل وأكثر من ذلك. لكن، لقطع دابر كل ما يقال هنا وهناك، لم تدخل في التسميات أو الزواريب الداخلية. المملكة تريد رئيساً يحظى بثقتها وثقة المجتمع الدولي، وهي جاهزة لإعادة الإعمار ودعم ومساعدة لبنان".

وتابع: "التغيير الذي حصل عن المسؤول في الملف اللبناني، أي الدكتور نزار العلولا، مستشار الديوان الملكي، إنما هو أمر طبيعي يحصل في المملكة من خلال آليات متبعة، إذ يأتي التعيين بأمر ملكي ومن ثم إعفاء من كان في هذا الموقع بأمر ملكي. هذا التدبير يجري كل خمس سنوات وليس هناك أي خلفيات سياسية أو غيرها على الإطلاق".

وأكد العريضي أن "الوفد السعودي يحمل معه كل التقدير والمحبة للبنان، وهناك مرحلة وحقبة جديدة. كما أن السفير السعودي في بيروت، وليد بخاري، سيلعب دوراً كبيراً في المرحلة المقبلة على أكثر من صعيد".

في سياق آخر، حول الاستحقاق الرئاسي، أشار العريضي إلى أن "قائد الجيش العماد جوزاف عون لا يزال مرشحاً أساسياً، وكذلك اللواء الياس البيسري، مدير عام الأمن العام بالإنابة، الذي لا يزال الأمن العام في عهده يحظى بتقدير الجميع من إنجازات وخطوات كبيرة على صعيد الأمن والحدود".

وأضاف: "أيضاً هناك من أعلن ترشحه كالنائب نعمة فرام، بينما النائب إبراهيم كنعان لم يطرح نفسه للترشح، لكن اسمه مطروح وتحديداً من بكركي، حيث يؤكد بأنه ماضياً وحاضراً سقفنا بكركي. كذلك جولات النائب الدكتور فريد البستاني على المرجعيات السياسية والروحية جاءت للتأكيد على أمن واستقرار لبنان ودعم اقتصاده. ولم يطرح الرجل نفسه مرشحاً بطرق تقليدية، لكنه يملك كفاءات كثيرة. كما أن الدكتور حبيب الزغبي، رئيس خريجي جامعة هارفارد الفخري، يُعتبر مرشحاً خارج المنظومة وله مشروعه السياسي والاقتصادي".

وقال: "لم تتضح بعد معالم موقف النائب السابق سليمان فرنجية، الذي قد ينسحب لصالح اثنين: إما قائد الجيش أو النائب الشيخ فريد هيكل الخازن، أحد حراس بكركي، والذي يتقاطع مع الثنائي والأفرقاء الآخرين. فهو يقوم بجولاته على جميع رؤساء الكتل، وهو رجل وسطي. ما يعني أن الاستحقاق الرئاسي لا يزال في مكانه".

واعتبر العريضي أن "حالة الإنكار لكل التحولات والمتغيرات التي حصلت في المنطقة لم تعد تجدي نفعاً. يجب أن يكون هناك جيش واحد ودولة واحدة، وإلا لن يقدم أحد على إعادة الإعمار. فالأمور صعبة ومعقدة، وها هو مجلس الجنوب من خلال رئيسه هاشم حيدر يقوم بدوره على صعيد النازحين وإزالة الردم، أما الإعمار فيلزمه دعم دول. فكيف لهذه الدول أن تساعدنا، والبعض لا يزال يتحدث عن المقاومة، فهذه أمور تبدلت. لا تنسوا أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عائد إلى البيت الأبيض خلال أسبوعين، ومعلوماتي تشير إلى أن نهجه سيكون متشدداً جداً، وستشهدون ذلك بأم العين. وما يحصل من خروقات إسرائيلية قد يتفاعل، والآتي أعظم إذا استمرت الأمور على ما هي عليه".

وختم العريضي بالقول: "الحملات التي تطال بعض الإخوة العرب مرفوضة ومدانة. كيف يمكن للبعض أن يأتي إلى لبنان مستثمراً في ظل هذه الأجواء؟ على الجميع أن يتعظ ويخاف الله، فلبنان لم يعد يتحمل وزر هذه المنظومة. كل من لم يتعلم من تجارب الماضي، فإن استمرار هذا النهج سيكون له تبعات سلبية على الاستثمار والاقتصاد والسياحة".