أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، يوم أمس الثلاثاء، أن من يعتقدون أن هناك انتصارات قد تحققت في سوريا يجب عليهم التريث في حكمهم، مشيرًا إلى أن التطورات المستقبلية في سوريا لا تزال كبيرة ومعقدة. هذا التصريح جاء في وقت حساس، حيث رد وزير الخارجية السوري، أسعد حسن الشيباني، اليوم الأربعاء في منشورٍ في صفحته عبر "أكس" سريعًا، محذرًا إيران من التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا و"بث الفوضى" في البلاد.

وكتب الشيباني: "من الضروري أن تحترم إيران إرادة الشعب السوري وسيادة البلاد وسلامتها". كما أضاف أن سوريا تُحمّل طهران المسؤولية الكاملة عن تداعيات التصريحات الأخيرة التي صدرت عن عراقجي.

وتأتي تصريحات عراقجي التي تحدث فيها عن التقديرات السابقة حول الوضع في سوريا، بالتزامن مع تصريحات سابقة لوزارة الخارجية الإيرانية، التي أكدت أن طهران لا توجد لها أي اتصالات مباشرة مع الجهة الحاكمة في سوريا حاليًا. ومع ذلك، أكدت الوزارة استمرار الاتصالات مع الحكومة السورية في إطار مسارات تسوية الأزمة السورية.

كما صرح عراقجي بأن إيران ليست مسؤولة عن دعم الحوثيين في اليمن بالصواريخ والأسلحة، مؤكدًا أن هذه الصواريخ هي من صنع محلي وتهدف إلى الرد على الاتهامات الموجهة لإيران. لكن تصريحات عراقجي تأتي في وقت حساس حيث كانت إيران قد تعرضت لخسارة كبيرة بفقدانها حليفها الرئيس بشار الأسد، الذي كانت تدعمه خلال سنوات الحرب الأهلية، وكذلك فقدت سيطرتها على العديد من الأراضي السورية بعد انسحاب مستشاريها وفصائلها الأسبوع الماضي.

هذه التطورات جاءت في وقت كانت فيه طهران في مرحلة مراجعة جديدة لعلاقاتها مع دمشق بعد رحيل الأسد، وهي تسعى لإعادة ترتيب أولوياتها في المنطقة بعد الخسائر التي منيت بها في الحرب الدائرة في سوريا، يذكر أن إيران واجهت تحديات كبيرة أيضًا في دعم حزب الله اللبناني، الذي تعرض لخسائر فادحة جراء الحرب مع إسرائيل.